اصطحبت طفلها الصغير ذا العشر السنوات إلى طبيب الأطفال في إحدى المستشفيات الخاصة عندما اشتكى من آلام في بطنه. وهو الإجراء الطبيعي الصحيح في مثل هذه الحالة وغيرها؛ حيث قام الطبيب بالكشف عليه مضخمًا الوضع بطلب إجراء لعددٍ من التحاليل وكذلك عمل أشعة للطفل! وكانت الأم تتساءل عن مبرر كل هذه التحاليل؛ ليخبرها على الفور بأنه قد يكون لديه التهاب الزائدة الدودية، فتقول حسب معلوماتها بأن الشكوى ليست في الجانب الأيمن منطقة الزائدة الدودية، ولا تظهر عليه أعراضها. ليرد بأن التحاليل هي التي تظهر الحالة! وسألته عن الأشعة لمعرفتها بأنها غير جيدة للأطفال وما هو الداعي لها؟ فربما لديه مغص عادي أو بكتيريا لا تتطلب كل ذلك! أجابها ومن قال بأن الأشعة لها أضرار ؟ثم أنها على حساب التأمين، وليس على حسابكم!!
ورغم تردّدها إلا أنها قامت بما طلبه الطبيب بعمل التحاليل والأشعة. لأنها على قناعة داخلية بأن الضمير الحي للطبيب قد لا يسمح له بعمل إجراء غير سليم. وبعد ظهور النتائج طمأنها الطبيب بأن الطفل ليس لديه مشكلة كبيرة، وأن الآلام قد تكون بسبب أكل معين وصرف له مطهر للبطن وسط دهشتها واستغرابها من أسلوبه، وتألمها الشديد في ذات الوقت لقبولها تعريض طفلها للأشعة!! لتعلن عن استيائها لما حدث ناقلة الموضوع لعرضه أمام أصحاب المعرفة والاختصاص عن سلامة الإجراء، وهل الهدف سلامة الطفل فعلًا..أم لاستغلال بطاقة التأمين لزيادة دخل العيادة فقط.
ولأن الموضوع يرتبط بالصحة؛ فهناك موضوع لشخص آخر يذكر بأنه راجع أحد الإخصائيين في أحد المستوصفات الأهلية كذلك لشكوى من زيادة قليلة في نسبة الكوليسترول في الدم وبعد التحليل للدم قام الطبيب بصرف العلاج موضحًا الانتظام عليه لمدة ثلاثة أشهر وهو الكورس المحدد حسب قوله، وبعد عشرين يومًا راجع الطبيب للتأكد من حالته بينما أصر الطبي على إكمال الكورس ومراجعته بعد الانتهاء من العلاج؛ ولأنه يعلم أن لذلك العلاج آثارًا جانبية، ولحرصه على نفسه اتجه مباشرة لأحد مختبرات الدم ليقوم بالتحليل المطلوب ليجد بأنه تم التخلص نهائيًّا من الكوليسترول، ليعود في ذات اليوم لذلك الطبيب وبعد اطلاعه على النتائج طلب إعادة التحاليل في نفس المركز لتظهر نفس النتيجة؛ ليطلب منه التوقف تمامًا عن استخدام العلاج!! والسؤال الذي يطرح نفسه عن مبررات إيقاف العلاج من قبل الطبيب رغم إصراره السابق على إكمال الكورس تسعين يومًا! وما المتوقع حدوثه من أمور إيجابية أو سلبية لو استمر المريض في استعمال ذلك الدواء طيلة المدة؟ ولا شك أن الإجابة قد نجدها لدى المختصين والمسؤولين بوزارة الصحة.