عقدة الخواجة هو مرض يُعبّر عن الحالة النفسية العامة لشعوب المنطقة العربية، هو مكونٌ من كلمتين (عقدة) وتعني مشكلة نفسية و(الخواجة)، وتعني الشخص الأجنبي من خارج البلاد، ويُقصد به غالبًا الإنسان الأوروبي أو الأمريكي، فهو عبارة عن مرض نفسي يصيب الأذهان والعقول؛ نتيجة الانبهار والتأثر المُبالغ فيه وغير المُبرر بكل ما هو أجنبي، بدايته في الانتشار كانت من خلال استخدام بعض المصطلحات الشائعة في الوسائل التقليدية في فترة ما قبل ظهور الإعلام الجديد، بدايةً من جملة “في الدول المتقدمة”، والتي كانوا يستخدمونها كثيرًا عند المقارنات غير العادلة، وعند كل الأمور التي لم تستهوِ مبادئهم ومعتقداتهم، وهم في الحقيقة لا يعلمون فعلًا إن كان ما يقولونه كان موجودًا في هذه الدول أو لا، لكنهم يذكرونها حفاظًا على الصورة التي قد شيدوها لهم في عقولهم، يشعر من يعانون من هذا المرض بالنقص والدونية وإدمان التبعية مسخرين كل النقد السلبي وغير المهني لكل أمر يتعلق بمجتمعه إرضاءً للمجتمعات الأخرى، فتجده دائمًا متهكمًا مستنقصًا من مجتمعه ليُمجد ويُثني على المجتمعات المتأثر بها، ويصل هذا المرض إلى ذروته عندما يربط التقدم والنمو والازدهار بمجتمعات الخواجة، ويجعل التخلف والجهل والتأخر التنموي مرتبطًا بالمجتمعات التي ينتمي إليها أصلًا ونسبًا، وينفر منها فكرًا وثقافة، تكمن خطورته عندما يجد هذا الشخص نفسه منتميًا انتماءً شديدًا للمجتمعات الغربية، وذلك بالغلو في مدحهم والثناء عليهم، والمبالغة في الدفاع عنهم، والذي قد لا تجده ممن ينتمون فعليًّا لهذه المجتمعات، وعلى سبيل التوضيح هناك من قام بالتمجيد والثناء على المجتمعات الأمريكية والديانة المسيحية تحديدًا بأنها أعطت وقدمت للمرأة حقوقها متسائلًا لماذا لم تُقدم الدول العربية والإسلامية هذه الحقوق التي قدمتها المجتمعات الأوربية والأمريكية للمرأة ؟، فنظرته القاصرة فرضت عليه بأن يضع سمومه الرقمية دون أن يذكر الحقوق التي حفظها الإسلام للمرأة، وشرعتها مجتمعاتنا العربية، وهناك أيضًا من عمل على اتّهام المجتمعات المحلية والعربية في الفوضى والعشوائية الحاصلة بأمريكا أثر فوز المرشح عن الحزب الديموقراطي بايدن بالرئاسة، معممًا بأن شعوبنا العربية تتمنى استمرار هذه الفوضى والهمجية، وذلك لوجودها في مجتمعاتهم، خاتمًا رأيه بالقول بأنها دولة عظمى، وستتعافى وستعود أقوى مما كانت عليه، هذه بعض الحالات المرضية الموجودة في وسائل الإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي تحديدًا، والتي يتعرّض لها مستخدمو هذه الوسائل من قليلي الخبرة والتجربة باستمرار، محاولين التأثير فيهم وتوريث صفاتهم وخصالهم، ونتيجةً لذلك فقد تزداد الحالات المرضية وتتكاثر وذلك بانتقال العدوى الفكرية والعقلية المضللة والجاهلة إلى الفئة المستهدفة، حتى يصل بهم الأمر إلى البُغض الشديد لمجتمعهم، فيبدؤون بالتهجم والتهكم عليه، فكونك متأثر بهم وبأفكارهم ومعتقداتهم هو أمر خاص لا حرج فيه، لكن أن ينجم من تأثرك بهم التهميش والتقليل من الأنظمة المجتمعية عند كل فرصة متاحه، وممارسة الإرهاب الفكري الذي يهدف إلى تضليل العقول الشابة والتشويش عليها وجعلهم ساخطين وناكرين لأنظمة مجتمعهم، هو أمر غير مقبول نهائيًا، أخيرًا كل ما أرجوه وأتمناه أن يتم السيطرة على هذا المرض، وأن تتوفر اللقاحات المناسبة والرادعة خوفًا على المنظومة المجتمعية من انتشار هذه السموم المرضية، وتجنبًا لانتقال العدوى للمنقادين؛ والذين يسهل التأثير فيهم لصغر سنهم وقلة خبرتهم وتجربتهم.
1
نفع الله بك وجعلك ربي شامخاً بقلمك وبفكرك الراقي لتنير به ظلام عقول البعض