فيه يذكر اسم الله، وفيه يصدح الحق ليل نهار بآيات بينات عبر صلاة، أوسنة، أونافلة، أوعظات نافعات من قلب رجل تقي، رجل مازال للحق في صدره أصل ومتسع، وفيه يعمُر المؤمنين قلوبهم بالصلاح والفلاح، وفيه تزال الغمة بعد الدعاء، والأمل، والرجاء بالله، وفيه تطلب الكثير من حاجات الدنيا، وآمال الآخرة، وفيه تسكب مختلف العبرات.. عبرة تسكب بسبب الحب في الله وطلب العفو والعافية، وعبرة تسكب بسبب طلب الرزق منه سبحانه، وعبرة تسكب بسبب فراق عزيزٍ وغالٍ، وعبرة تسكب بسبب ظالم تجاوز الحدود، وعبرة، وعبرة، وعبرة، وما أكثر عبرات المؤمنين في هذا الزمن..! وفيه يتنافس المتنافسون في ذكر، وصلاة، وعبادة دائمة. هو بيت ليس مثل بيوت الدنيا فما أجمله.. ! هوبيت ليس مثل بيوت الورى فما أفضله.. ! من مكان ثبُت بنيانه بتوفيقٍ من الله، ثبُتت أركانه ببركات من الله، ثبُتت جنباته بأمر من مولاه، وحلت السكينة فيه، وازداد فيه الإيمان والإطمئنان في كل الأوقات، يطيب به وفيه اللقاء، وتطيب به كل الحياة. ما أعظمه من بيت..! ، وما أحلاه من بنيان ..! من ارتاده شُهِد له بالإيمان، ومن ابتعد عنه ضاقت عليه دنياه. تنعدم فيه مزايا تصدُر المكان فيتساوى في مقدمة صفوفه، وحتى في آخرها كل الناس الغني، والفقير، والقوي، والضعيف، وصاحب الجاه والمتواضع فالفيصل هنا فقط بين من قدِم مبكراً، ومن جاء متأخراً.
والجمال في داخله وفي حدوده لايغيب أبدا، والكمال يكتسيه من كل جانب، والبهاء لايكاد يبتعد عنه نهائياً فهو بيت الله وجدَ على أطيب الثرى، والمتعة فيه لا تنقطع عن الروح دائمًا، والشوق في أعماق النفوس متأصل ومتواصل لاملل ولاكلل، والحنين يعلوه الحنين عند كل أذان لطوال الأعناق بالقول الخالد.. “حي على الصلاة.. حي على الفلاح”، وعند كل صوت عذب بمزمار من مزامير آل داوود يتلو ما تيسر من القرآن العظيم. ومايخدش كل هذا الجمال، وما يُفسد كل تلك المتعة شخص لايفرق بين بيت الله وبيته فيحدث المشكلة تلو المشكلة في مكان أشرف من أن يحدث فيه مايُعكر صفوَّ جُموع المصلين، لشخص لا يدرك الفرق بين حب الخير والسعي فيه وبين ابتغاء الشر والتطلع إليه، لشخص مفتاح للشر مغلاق للخير. فكل من اعتلى صوته سوءا في حضرة المؤمنين المطمئنين لأسباب تافهة لا تستدعي الفوضى، ولا تستوجب العبث، وكل من تعمد إيذاء المؤمنين في وقوفهم بين يدي مولاهم، وعند خشوعهم. كل تعيس تسبب في وشاية وأفسد الود بين أصحاب الشأن ومحبي الخير المتطوعين، كل صاحب شأن آذي المؤمنين من محبي المساجد فمنع ذكر الله، أو أعرض عنه في أحد أركانه، وأعاق أعماله لمن تعلقت قلوبهم به؛ لخدمته، ورعايته، والقيام عليه ما أمكن وماسُمح به. فأي إيمان في قلبك فيرتجى، وأي خير في نفسك فيبتغى؟
استغفر الله عندما قرأت المقال …كأن الكاتب يتكلم عن شخص غير مسلم ….
ولفت انتباهي عن اذيته للمصلين …فيجب على هذا الشخص الحذر وتغيير سلوكياته التي يتأذى منها المسلمين