رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة الأخيرة موعودون في بداية تقلدهم للسلطة في البيت الأبيض بالحروب، فكلينتون كانت بدايته الحرب مع القاعدة في أفغانستان التي بدأها بتدمير مقراتهم في “تورا بورا”، وبوش الابن استقبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر على الولايات المتحدة التي ضربت برجي التجارة العالمي، وحصدت أكثر من ثلاثة آلاف قتيل، وبدأ حرب عالمية عليها، و”بايدن” يدخل البيت الأبيض، وعلى موعد مع الحرب السيبرانية التي استبقت تقلده للرئاسة، وتوعد بمحاسبة الأفراد والكيانات التي تسببت في الاختراق، وقامت بالهجوم السيبراني أو الإلكتروني على المؤسسات الخاصة والعامة، وقامت بسرقة الأسرار والمعلومات في وقت انشغال الداخل الأمريكي في الانتخابات الرئاسية. هذا التطور الخطير هو بداية حرب مستعرة بين القوى المهيمنة على العالم مثل: الصين، وروسيا، وحلفاؤهما، وأمريكا وحلفاؤها، وهي تسبق الحرب الساخنة؛ حيث تقوم بعض الدول بالقرصنة والتجسس، وتجربة عمل شلل إلكتروني لدول أخرى التي تعتمد كليًّا على التكنولوجيا الرقمية، والأمن السيبراني لم يستطع ببرامج الحماية المتقدمة جدًّا التي يستخدمها أن يمنع تلك الاختراقات، بل قال خبراء تقنيون أمريكيون: إن الكشف عن الأضرار قد يستغرق شهورًا.
إن الحرب السيبرانية أثبتت ضررها الكبير على الدول المعادية بتخريب أنظمتها التقنية؛ خاصة العسكرية منها دون خسائر بشرية أو تكلفة مادية باهظة الثمن التي تسببها الحروب الساخنة، وفي تصوري أن هذه الحرب لن تنفع معها تطوير برامج الحماية التي تبين فشلها في صد الاختراق، وستلجأ بعضها إلى ابتكار تقنية جديدة أو تصميم شبكة داخلية غير مرتبطة بالإنترنت؛ لتخزين معلوماتها وشبكة خارجية متصلة بالإنترنت؛ لتيسير تعاملاتها مع الخارج.
ولكن مانتوقف عنده أن هذا الدمار الإلكتروني كيف ستواجهه دول العالم الثاني والثالث وهي مرتبطة بالإنترنت العالمي ؟ وهل لديها بدائل للحفظ وحماية
منظومتها من التدمير ؟
هذا مايجب التفكير فيه قبل الكارثة.