عبدالرحمن العامري

خفافيش العالم الافتراضي!

تتطور الجريمة بتطور العالم، وتقدم العلم والتكنولوجيا، ولا يغفل المجرمون والمحتالون عن استغلال كل الفرص، واستخدام أحدث التقنيات؛ لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية، وقد بدأنا نلاحظ في الآونة الأخيرة زيادة كبيرة في إحصائيات الجرائم الإلكترونية حول العالم، والتي أصبحت أكثر خطورة من الجرائم التقليدية؛ وذلك بعد أن انتقل النـاس من العـالم الواقعي إلى العالم الافتراضي فتبع ذلك بديهيًّا انتقال الجريمة هي أيضًا إلى ذلك العالم.

الجاني في عالم الجريمة الافتراضية لا يحمل مسدسًا، ولا يسطو على متجر، ولا يجد عناء في الوصول إلى مبتغاه فما عليه إلا أن يضغط على زر واحد، ومن ثم الدخول إلى عالم الإنترنت كل ذلك، وهو جالس في مكانه؛ حيث يبدأ في اصطياد ضحاياه من خلال شبكة المعلومات الدولية “الإنترنت” التي أصبحت مرتعًا خصبًا للهكر، ومن هم على شاكلتهم من النصابين والمحتالين.

ومما لا شك فيه أن تعدد وسائل التواصل الاجتماعي قد أدى إلى زيادة “الجرائم الإلكترونية” مثل: الابتزاز، والاختلاس، والتشهير، واختراق الحسابات كما انتشرت كذلك الاتصالات المشبوهة الاحتيالية التي طالت الكثير من الأشخاص، حيث يستغل هؤلاء المجرمون شبكات الإنترنت في النصب والاحتيال فيخدعون الناس، ويستولون على أموالهم ومعلوماتهم الشخصية لذلك فإن الحذر والوعي باستخدام تقنية المعلومات يعتبر أفضل الطرق لمكافحة جرائم التقنية، وقطع الطريق على هؤلاء الخفافيش.

ومن هذا المنطلق؛ فإنه يجب علينا التأكد من الجهة أو الشخص الذي يتم التعامل معه، والتأكد من درجة أمان المواقع الإلكترونية التى نزورها وعدم التجاوب مع الرسائل والروابط المجهولة التي تطالب المستخدم بتحديث بياناته الشخصية، وكذلك عدم إرسال المعلومات الخاصة بما فيها معلومات البطاقة المصرفية، كما يجب الحذر من التعامل مع أي شخصية افتراضية على الإنترنت، إلى جانب عدم مشاركة المعلومات عبر الهاتف والرسائل النصية أو برامج التواصل الاجتماعي، وتجاهل دعوات الاستثمار الإلكتروني التي تعرضها تلك المصادر غير الموثوقة؛ حيث إن الطرف الآخر يعرف عن نفسه بأنه موظف بأحد المصارف أو الشركات الاستثمارية، ومن ثمّ يقوم بنسج الأوهام الخيالية لما ستجنيه الضحية من مبالغ مالية؛ فإذا ما تمكن من السيطرة على عقل ضحيته لف حبل المشنقة حول رقبتها، وقام بضربها الضربة القاضية من خلال إجراء تحويلات مالية من حسابات الضحية بعلمها أو بدون علمها.

وكخلاصة للقول؛ فإنه يجب على مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي مراعاة استخدام هذه الوسائل، واستحضار حقوقهم والتزاماتهم التي تحددها قوانين مكافحة الجرائم المعلوماتية والأمن السيبراني؛ فقد تحول الإنترنت من وسيلة إعلامية إلى ساحة قتال قد تختلف فيها الأسلحة المستخدمة إلا أن النتيجة واحدة، وهى الخسائر الفادحة للضحايا، وغنائم الحرب لخفافيش العالم الافتراضي.

وخزة قلم:
ظروف الحياة، والغلاء المعيشي، دفعت بالبعض إلى البحث عن الثراء السريع إلا أن وحوش الإنترنت اغتالت أحلامهم !

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button