المقالات

إيران والزير سالم .. قرباه

الزير سالم معربد حرب البسوس التي دامت أربعين سنة قال مخاطبًا امرئ القيس في مواصلة الحرب بتقريب جواده المشهر:
قَرِّبا مَربَطَ المُشَهَّرِ مِنّي
إِنَّ قَولي مُطابِقٌ لِفِعالي

وايران التي أنشأت مفاعل “بو شهر”على مقربة من الخليج العربي تستعجل أمريكا اليوم العودة للاتفاق النووي، ولسان حالها يقول:
قَرِّبا مَربَطَ المُشَهَّرِ مِنّي
قَرّباه وَلا تنْسُوا انْعِزالي

ووجه الشبه بين حرب الزير سالم وإيران كلاهما يسعيان لإطلاق أيديهما؛ لشن الحرب عن طريق مشهر الزير سالم ومفاعل”بو شهر” النووي”ونطنز”، وغيره المقيد بالاتفاق وكلاهما خاضا حروبًا عبثية لأكثر من أربعين عامًا دون فائدة. إن سعي ايران للعودة إلى الاتفاق النووي الذي أطلق يدها للعربدة في العراق ولبنان وسوريا واليمن يعتبر خطأ جسيمًا إذا ماقامت إدارة باين بالعودة له؛ خاصة أن مفاعل “بوشهر'” القريب من الخليج العربي يمثل تهديدًا وجوديًا لدولة إذا ماوقعت كارثة له كحادثة “تشير نوبل” المفاعل النووي الروسي الذي كانت أضراره جسيمة، أتمنى أن لا تُخدع إدارة بايدن بالتقية الإيرانية “شماعة الكذب” وبسلمية برنامجها النووي، بل هي تسعى لمواصلة الحروب عبر أذرعها في وطننا العربي، وتطلق التهديدات لدوله، العرب لا تخشى إيران، وقد خاضوا حروبًا معها من مئات السنين وهزموها في معركة ذي قار قبل الإسلام عام ٦٠٩م، والقادسية المشهورة التي أطاحت بالإمبراطورية الفارسية في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومعركة سلوت التي طرد فيها العمانيون الفارسيين وهزموهم، حتى عند انتصار الفرس على الروم التي تحدث عنها القرآن الكريم قبل بعثة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- كان ذلك بفضل العرب، وبالتحديد مساندة المنذر ملك الحيرة لهم عام ٤٢١م، لا أعتقد أن إدارة الرئيس بايدن الجديدة تعود مرة أخرى للاتفاق الخبيث المبرم عام ٢٠١٥م، وتطلق يد إيران للعربدة مرة أخرى في المنطقة، وإذا فعلت ذلك، فالعرب قادرون على الردع كما ردع ابن عباد الزير سالم حينما تلهف للعربدة والحرب التي رفض فيها أي تفاوض، وقال، وهو ينادي مهرته النعامة:
قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي
لَيـسَ قَولي يرادُ لَكِن فعالي

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button