المقالات

السيل حربٌ للمكان العالي

الشجرة المثمرة – عادة – تُرمى بالحجارة ، والنجاح له أعداءٌ كُثر ، ومَن يفرض نفسه على خارطة الحياة يستحق الإشادة والشموخ .
والمملكة العربية السعودية تُعدّ من أهم الدول المؤثرة إقليميًّا ودوليًّا ، وأنا لا أتعصب لبلدي كوني أحد أفراده ، ولا أشيد به خارج إطاره ، ولكن لنا مع الأحداث خير شاهد ودليل .

المملكة من أكثر الدول التي قاومت الأحداث منذ تأسيسها الأول قبل ثلاثة مائة عام ، فالدولة السعودية الأولى قاومت أقوى قوى الشر ، من التخلف ، والفقر ، وتربص الأعداء ، وكذلك الدولة السعودية الثانية التي قاومت التصدع الداخلي وتكالب الأعداء خارجيًا ، ثم الدولة السعودية الثالثة الحالية ، فهي من أكثر الدول التي تعرضت للمؤامرات والإرهاب، ومع ذلك ظل حبل البناء والصمود ممدودًا ، وحافظت على هويتها الدينية والعربية.
إنّ العالم ليتجه إلى كبرى الدول والمهيمنة كل أربع سنوات ، أو ما يقاربها ، عندما تحتدم الانتخابات ويقوى سعيرها ، ثمّ تُنسى، ولكن السعودية يتناولها الإعلام المغرض والمنصف بشكل يومي وعلى مدار الساعة ، فهل يا تُرى ما الذي جعلها أحاديث التلفزة والمواقع التواصلية ؟
إنّ سياسة المملكة الثابتة تجاه شعبها ، والروابط الحتمية مع محيطها ، وكذلك المصالح مع أقاصي الشرق والغرب ، لتعطي لنا تنبؤًا بقدرتها على قيادة المركب تجاه برّ الأمان ، فقد حباها الله قادة يتصفون بالحكمة ، والتعقّل ، ووضع الأمور في نصابها ، ولذا لا نكابر ولا نغالي إذا قلنا : بأن المملكة لتعد البلد الأول في العالم ، حديثًا ، وحداثة ، وتركيبًا ، وسياسة .

وعندما نتحدث عن الإنجازات فإن أبناء الوطن يتصدرون المشاهد تميزًا ، وعندما نذهب بعيدًا وراء البحار نرى إنجازات المبتعثين التي تثلج الصدور ، وعندما نلتفت داخليًا نشاهد التنمية والاستقرار ، ولذا لا غرابة في الهجوم من القريب أو البعيد على المملكة العربية السعودية ، فقد نشأنا على ذلك ، ونعلم أن النجاح له أعداء ، وأن التنمية لتعصف بالحسّاد ، وأن الاستقرار ليحبط الكثير من أولئك ، وقد ذكرني ببيت شعرٍ يقول قائله :

لاتنكري عطل الكريم من الغنى
فالسيل حرب للمكان العالي

فهذا يضرب للدلالة على مكانة الكرم في نفوس العرب ، فالكريم لا يقف المال بيديه ، حاله كحال المكان العالي الذي لا يستقر فيه الماء ،
فهذا هو حال المملكة مع أعدائها لا استقرار لهم ، ولا لأنفسهم ، فقد دأبوا على مهاجمة السعودية ، ونحن ماضون في تنميتنا ، غير آبهين بهم ولا بآرائهم ، فنحن في المكان العالي ، وثابتون ، وغيرنا سينساه الزمن طال أم قصر .

ولعل خير شاهد زعماء أمريكا ، عندما يترشحون لمناصبهم نشاهد تباين قراراتهم مع السعودية، وفي النهاية تجد طائرة الرئيس المنتخب تحط في الرياض ، فهل فهمتم السياسة يا سادة ؟؟

د. نايف بن عبدالعزيز الحارثي

أستاذ اللغة العربية المشارك بكلية الملك عبدالله للدفاع الجوي

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. ماأجمل ماقرأته ياأبا عبد العزيز …صدقت وأحسنت ودمت والوطن شموخا

    1. جزاك الله خيرا وضعت النقاط على الحروف لكن أين من له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد . كفنا الله تعالى حسد الحاسد و شر الناقمين

  2. موفق دائما يادكتور نايف
    نسأل الله العظيم أن يحفظ بلادنا من كيد الكائدين وحقد الحاقدين وشر الحاسدين
    وكل ذي نعمة محسود
    والحمد لله المملكة لها مكانتها الدينية في العالم الإسلامي
    شرفها الله بالحرمين وخدمتها لهما
    ومكانتها الاقتصادية لا تخفى ففيها أكبر مخزون للنفط
    وسياسيا هي الفاعل الأقوى في الشرق الأوسط
    وقس على ذلك امنيا واجتماعيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى