من الواضح أننا نتجه بخطى متسارعة نحو موجة أخرى من انتشار فيروس كورونا المتجدد بعد أن عادت حالات الإصابة للزيادة المطردة، رغم السيطرة عليها إلى حدٍ كبير خلال الأشهر الماضية.
فبعد قرابة شهرين من الهدوء النسبي، وبعد أن غابت أخبار الكورونا عن تصدر العناوين الرئيسية في صحافتنا المحلية أهملنا أو تناسينا كل التحذيرات التي أطلقها العالم، والتي تحذر من موجة كورونا ثانية أشد وأخطر من الموجة الأولى، وبدأنا نسير في رحلة العودة إلى المجهول، إلى أن فاجأتنا تقارير وزارة الصحة في الأيام الماضية بارتفاع منحنى أعداد الحالات المصابة بشكل مخيف وصل إلى ٢٠٠٪ من آخر رقم تم تسجيله قبل أسابيع قليلة.
وهنا يبدو أن الموجة الأولى بكل نتائجها القاسية لم تغير تفكيرنا وقناعاتنا قيد أُنملة فلا نحن استثمرنا الفرصة المتاحة للتحصن باللقاح، ولا نحن التزمنا بمعايير السلامة بشكل يقينا الإصابة؛ وكأننا نرحب بمزيد من التضحيات، ومزيد من الخسائر في حدّيها البشري والمادي وتناسينا أنه لا سبيل للنجاة بشكل فردي أو على مستوى الدول، إلا بالالتزام بالبروتوكولات الصحية وإجراءات السلامة والوقاية لفترات طويلة ليس ذلك من باب السوداوية، ولكن من باب الواقعية التي تحتم علينا الاستعداد لكل الاحتمالات والسيناريوهات فمع هذه الصورة القاتمة، لهذا الفيروس واحتمال تطور الأمور إلى الأسوأ، فإنه لا أحد بإمكانه أن يتنبأ بلحظة الإعلان عن الانتصار على هذا الفيروس، ولا أحد بعرف تحديد اتجاهات حركته أو أين وكيف ومتى سيضرب من جديد؟
المتتبع لسلوك هذا الفيروس يلاحظ أنه يأتي على شكل موجة ترتفع فيها أعداد الإصابات حتى تصل لذروتها، ومن بعدها تبدأ بالهبوط، وتستقر على أرقام بسيطه لكن هذا الثبات في الأرقام البسيطة لا يستمر طويلًا؛ خاصة عندما لا يلتزم الناس بالإجراءات الوقائية فبتنا نلاحظ دخول الدول التي انتهت من أول موجة، واستقرت الحالات فيها في موجة اخرى وارتفاعات جديدة في ارقام الإصابات والوفيات.
وختام القول.. فإن واجبنا الأخلاقي والإنساني والوطني يحتم علينا أن نتحلى بالمسؤولية وعدم الاستهتار، كما يحتم علينا أن نكون واعيين تمامًا، وحريصين كل الحرص على الإصرار على تطبيق كل الإجراءات الوقائية التي ثبت أن لها فاعلية في الحد من انتشار الفيروس، وأهمها ارتداء الكمامات، والتباعد الاجتماعي؛ لنتمكن من حماية أنفسنا وأسرنا ومجتمعنا فالتراخي والإهمال في تنفيذ الإرشادات سيضعنا في مصاف الدول التي انهارت أنظمتها الصحية وفقدت مواطنيها، وعجزت كل أجهزتها الطبية الحديثة من إنقاذ أرواحهم.
وخزة قلم:
رائحة الموت باتت تزكم الأنوف بعد أن ثُكلنا في الموجة الأولى بأكثر من ستة آلاف متوفٍ، وخسائر اقتصادية هائلة فهل سنستمر نحو المجهول ؟!