عام

ترجّل الأبطال….٧/١

حينما يترجّل الأبطال عن صهوة مكاتبهم، ومواقعهم الوظيفية التي كانوا يشغلونها، وحلّ وقت تقاعدهم في ١٤٤٢/٧/١ يجب علينا كمتفرجين على المشهد التقاعدي لمئات من صفوة أحبتنا ومجتمعنا الوقوف لهم احترامًا وتقديرًا على ما قدموه من جهد وتفانٍ في خدمة دينهم ووطنهم ومجتمعهم، فإن السنين التي قضوها في ساحات العمل، أخذت منهم الشحم، وأوهنت العظم، وأضعفت البصر، واشتعل الرأس منها شيبًا، كانوا يكابدون المصاعب، ويتحملون المتاعب، ويتجنبون المشاغب، هؤلاء الذين غلبت ابتسامتهم أحزانهم، وكتمت أحاسيسهم معاناتهم، وأظهرت الحاجة عفافهم، وغيبت السماحة أحقادهم، وسطّر القلم أمجادهم؛ أبطال مهما علت مراكزهم أو قلت مراتبهم، ويستوي المقام فيه للوزير والفراش، فالكل خدم في موقعه وجاهد حسب قدرته، كيف لا نقف لهم احترامًا ولا نبدي لهم تقديرًا وعرفانًا، والبعض منهم شاخ قبل المشيخ من الكفاح ؟ ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة؛ حيث قال: “ليس منا لا يرحم صغيرنا و لا يوقّر كبيرنا”، وقد دعا النبي “صلى الله عليه وسلم “للنابغة الجعدي الشاعر المخضرم الذي بلغ مائة عام ولم يسقط له سن وقال له: “اجدت، لا يفضض الله فاك ” حينما أنشد يقول:
ولا خير في حلم إذا لم يكن له
بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له
حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا

أقول لمعاشر المترجلين من المتقاعدين في هذا اليوم البهيج، جزى الله حرثكم خيرًا، وكتب أجركم في عليين، وألبسكم ثوب العافية، وإن ترجلّتم من مواقعكم الوظيفية في دار الفناء؛ فإن مواقعكم إن شاءالله في الجنة دار البقاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com