حمد الكنتي

الأبواب المُشرعة!

لو نترك لأنفسنا الفرصة لكي نفكر قليلاً خارج الصندوق سنجد أن حياتنا مليئة بالأبواب المُشرعَة والمغلقة، ولكن هذه الأبواب لا تفتح جميعها بالمفاتيح المعروفة، فمن الممكن أن تكون قلوبنا إحدى هذه المفاتيح.
تأخذنا خطانا في الحياة الى الكثير من الأبواب.. أبواب نفتحها، وأبواب تُفتح لنا، وأبواب لا نملك مفتاحيها.. أبواب تعلق في الذاكرة، وأخرى ننساها فور مغادرتها!

وأبواب نحتاج الى علاقات خاصة لكي تُفتح لنا، وأبواب نفتحها بالكلمات، وأخرى بالأفعال.. أبواب تختصر لنا مسافات، وأبواب تُعقّد لنا بعض المسارات.. أبواب نصادف عليها حُراس، وأخرى مُشرعة تُراقصها الرياح.
وإذا اجتزنا بعض هذه الأبواب قد نجد ما نريد، وقد نعود بخُفي حنين! لأن بعضها يؤدي الى المجهول.. وبعضها حتى لو اجتازه البعض فإنه لن يستطيع فتح قلوب الحاضرين! فيتساوى حينها حضوره مع غيابه.

بعضهم تراه يتأمل بعض الأبواب ويقول لنفسه أو لمن حوله هذا الباب لو استطعت اجتيازه ستحقق أحلامي، لذلك نجد بعضهم قد يسهر عند أحد الأبواب من أجل تحقيق هدف معين.
بعضهم يحمل مفاتيح هذه الأبواب في جيوبه، وبعضهم يفضل حملها في قلبه، فيفتح بقوة نواياه جميع الأبواب التي يريد، وبعضهم يفتح بصدق قلبه كل الأبواب التي ينشدها.. وبعضهم مشؤوم تُفتح أمامه الأبواب وتُغلق وتُفتح ولا يراها!!
ورغم رغبتنا في ألا يُقفل أمامنا باب إلا أن الله سبحانه وتعالى يفتح لنا أبواب ويغلق أمامنا أخرى رحمة منه بنا، فليس كل باب مفتوح فيه خير لنا، وليس في كل باب مقفول شر لنا.

فالخير أن ندخل من الأبواب المناسبة لنا، وندخل للبشرية من أبواب قلوبها في لحظاتها المناسبة.. والخير كل الخير أن يحالفنا التوفيق دائماً فيُمّكن لنا الله ما يليق بنا، وتكون أبوابنا دائِماً خضراء نضرة.

حكمة المقال
نسعى خلف باب وباب، نطرق أبواب وأبواب، وننسى باب الله المفتوح دائماً، وبتسخيره لنا سبحانه وتعالى ستفتح أمامنا الأبواب التي تحقق لنا طعم الجنة في الدنيا، وتُغلق تلك التي يُمكن أن تقودنا نحو جحيم الدنيا والآخرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى