أحد الأصدقاء يقول:
وصلني خبر مرض أحد الأشخاص الذين طالما أساء لي كثيرًا في الخفاء، وفي المجالس، والغريب في الأمر أنه عندما ألتقيه يكاد يأخذني (بالأحضان)؛ راجيًّا مني من أوصل لي ذلك الخبر بأن أتخذ مبدأ التسامح والصفح، والعفو عند المقدرة؛ فالرجل كما أوضح بحاجة إلى ذلك، وأجبته سريعًا بأن المرض ابتلاءٌ من رب العالمين، ولا يجوز لا أحد التشفي بالمرض، وهذا ليس من الأخلاق، ولا حتى من الإنسانية، ولكن هذا الشخص (جعلني، وجعل الكثير من الناس عرضةٌ للسانه، وافتراءاته، وكذبه)، واعتاد على تأليب الناس، وإشاعة الانقسامات والشحناء بينهم، واللعب على العديد من المتناقضات.
هل تعتقد بأن قلبي يستطيع مسامحته ونسيان ما قال، واقترف من ظلم حتمًا (ستظل دعواتي عليه تلاحقه في حياته وبعد مماته) مثل هذا لا يستحق العفو، بل أرجو -إن شاء الله- أن أخذ حقي منه في (يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون).
فاصلة:
بكل أسف يوجد في مجتمعاتنا الكثير من هذه النوعية من البشر الذين قضوا سنين من حياتهم في مطاردة الناس، والإساءة لهم، وعند المرض أو الموت ينبري من يقول: (سامحوا فلان) يقينًا فلان هذا الذي يشعر بتأنيب الضميـر الآن، ويطلب (السماح) لماذا لا يكف إيذاءه عن الناس، ويدرك حساب هذه (اللحظة)، وهو من الله في خير وعافية.