وجّهت قوى ارهابيّة معادية للكورد وإقليم كوردستان بحدود الساعة التاسعة والنصف مساء بتوقيت العراق يوم الإثنين ( 15 / 2 / 2021م ) أربعة عشر صاروخا من نوع ( كاتيوشا ) عيار ( 107 م ) صوب مركز مدينة أربيل ومطارها الدولي ، وأدّى القصف الوحشي إلى وفاة شخص واحد على الأقل واصابة تسعة آخرين بالجروح ،جروح بعضهم بليغة !.
العراق منذ الإحتلال الأمريكي الإيراني المتظاهر بالعداوة ، والمتكاتف والمتعاون بالباطن ، منذ عام ( 2003م ) ، أصبح مسرحا ومختبرا وهدفا لجميع القوى الشريرة في المنطقة ، بل ومحور الشرّ في العالم أجمع ، وأصبح شعبه المنكوب والمنهوب خيراته يئنّ تحت وطئة الويلات والنكبات المتلاحقة ، من شماله لجنوبه .
هجمات وتخريب وتقتيل وتدمير ، وتغيير لديموغرافيا المناطق ، مرّة في الوسط ، ومرّة في الجنوب ، ومرّة في الشمال ، كأنّ هؤلاء المجرمين المفسدين في الأرض متحلفين ومتعهدين أن يخرّبوا كلّ ما هو صالح وحضارة وجيّد في بلاد الرافدين من أقصاها إلى أقصىاها ، أو بأمر أسيادهم وهم رهن إشارتهم كلّما طلبوا منهم ذلك أو اقتضى الأمر !.
الإنفلات الأمنيّ له أولّ وليس له آخر ،ميليشيات متحكّمة تعود الكلمة النهاية لها في صنع القرارات ومصير الدولة وتوجهها ، والمسك بزمام أمورها ، وما الرؤساء الثلاثة الذين يحكمون البلاد ( حاليا ) إلا هياكل لا روح فيها ( مع احترامي لهم ) حيث لا جرئة لها للتدخل في أي أمر ذي بال وشأن !.
وإنّما مثلهم كمثل ( خرّاعة خضرة ) وضعه مزارع في مزرعته بهدف تخويف العصافير والزرازير والحمائم ليس إلاّ !.
في هذا الجو الساخن بالأحداث والإنفلات الأمني والخروج على القانون ، يسعى محور الشرّ بين الفينة والأخرى إشعال نار الفتن والطائفيّة والعنصريّة ويسجّر لهيبها بين مكوّنات الشعوب العراقية ، دون أن يدفع أيّة خسارة من جانبه ، وإنما عن طريق عملائه وأجرائه !.
إن أشعلوا النار وأحرقوا من يقصدونهم ويهدفونهم فقد فازوا ! وإن احترق الأخضر واليابس ( وإن كان من ضمنهم عملائهم ) فهم حطب جهنم لم يخسروا شيئا !.
الميليشيات المنفلتة عن القانون ، والأجيرة لأحد محور الشرّ ، ليست هذه الجريمة هي الجريمة النكراء أو الفعلة الأولى لهم في هذا المجال ، فقد انغمست أياديهم الآثمة بعشرات بل ومئات من تلكم الجرائم النكراء بحق هذا الشعب المغلوب على أمره !.
ففي العام الماضي قام هؤلاء أنفسهم ، بعمليّة مماثلة ضدّ الإقليم ومدينة( أربيل ) بالذّات !
قد يقال إنّ هذه القوى الإرهابيّة لم تستهدف الكورد وإقليمهم بقدر ما استهدفت السفارة الأمريكيّة ومقر قوّات التحالف بأربيل !.
نقول مهلا : أليس للأمريكان مقرّات وجيش وسفارات بل وقواعد عسكرية في عموم العراق ومدنها وكذلك عدد من الدول الإقليميّة ، لماذ لا تستهدف من قبل هؤلاء ؟.
إذن لا بدّ أنّ لهؤلاء ( الأصيل والعميل ) من رسالة يريدون أن يوجهوها للإقليم وللشعب الكوردي ولغيرهم ، فما هي هذه الرسائل !
الرسالة الأولى: بثّ الزعزعة والذعر والخوف بين أبناء الإقليم ومن آوى إليهم من إخوانهم من المكوّنات الأخرى الذين اكتووا بنار ميليشياتهم ، الذي يعيش أمنا وأمانا ( على الأقل ) قياسا على بقيّة أجزاء العراق الأخرى والتي يتفاوت الأمن والإستقرار فيها على درجات !.
الرسالة الثانية :إذعان القيادة الكورديّة السياسيّة لعدد من المطالب التي يريدونها من هذه القيادة والتي ترفضها باستمرار ، وهي مطالب متعددة الأهداف والأغراض والنتائج !.
الرسالة الثالثة :جسّ نبض استعداد وجهوزيّة قوات(البيشمرگه ) والأمن الكوردستاني لمثل هذه الخروقات ، والأعمال الإرهابيّة ، وردّ فعلها تجاهها !.
الرسالة الرابعة : كل من لم يكن على دين هؤلاء ، ولم يتأمّر بأوامرهم ، ويسلّم لهم لحاه ، سيكون مصيره هكذا في المستقبل !.
الرسالة الخامسة :اختبار ووضع السياسة الأمريكيّة الجديدة على المحكّ ، وخاصّة بعد ما انتشر في بعض وسائل الإعلام الإقليمية من أنّ الرئيس الجديد للولايات المتحدّة الأمريكية ، من ذوي أصول ( كوردية ) يعني ( جو بايدن ) !!!.
الرسالة االسادسة :موجّه لجميع محبّي الكورد وكوردستان في العالم ( دولا وشعوبا ) ونبض رد فعلهم تجاه ما حدث !.
لكن ليعلم هؤلاء الإرهابيّين إن إرهابهم سيكون نارا تأكل حطبهم وأخضرهم ويابسهم ، إن عاجلا أو آجلا ، وسيتندمون لكن حين لا ينفع الندم ، وإنّ الله يمهل ولا يهمل !.
وكأنّ لسان حال الكورد يردد ما قاله أمير شعراء الجزائر ،محمد العيد آل خليفة :
نحن الجبال بنو الجبا ل صدى الجبال بنا حدا
ركب الى العرفان أنهم في سراه وأنجدا
من سامنا باذاية فعلى الجبال قد اعتدى
ومن استهان بنا استها ن بها فحلَّ به الردّى
لا خوف من ظُلم الطّر يق فقد جلونا المقصدا