المقالات

كيف نرفع أداء طلابنا في الاختبارات الدولية للقراءة؟

في عام 2001م ظهرت الاختبارات الدولية للقراءة كنوع جديد من التنافس الدولي، والمقارنة بين أداء التلاميذ في الدول المشاركة. هذا الاختبار الدولي يتكرر كل خمس سنوات، كانت أول مشاركة للسعودية في عام 2011م، والمشاركة الثانية في عام 2016م. عند النظر لنتائج هذا الاختبار في كلتا المشاركتين نجد أن تلاميذ الصف الرابع بالمملكة حققوا متوسط درجات أقل من المتوسط مقارنة بالدول التي أدت هذا الاختبار، ولكن من الملاحظ هي ثبات هذه الدرجة عند نفس المستوى على الرغم من وجود فارق خمس سنوات بين الاختبارين. الملفت للنظر أيضًا هو تقارب درجات الدول العربية المشاركة، وهذا يشمل الكويت، السعودية، قطر، الإمارات، مصر، المغرب.. هذا الأداء يعكس وجود فجوة تعليمية تشترك فيها الدول التي تدرس القراءة لتلاميذها باللغة العربية. أثناء تلك الفترة كنت مبتعثًا بالولايات المتحدة، وكنا نتابع، ونناقش نتائج التقارير أثناء الدراسة بسبب التخصص التربوي.

بعد زيارات متكررة للمدارس الأمريكية لاحظت عدة اختلافات بيننا وبينهم منها طريقة التدريس؛ حيث يعملون بطريقة مختلفة في التدريس. الطريقة المتبعة لديهم هي تقسيم مهارة القراءة إلى خمس مهارات فرعية يتم تدريب التلميذ عليها بشكل مباشر مما يسهل قياسها رقميًا وفق معايير محددة ومقننة. هذه المهارات هي التهجئة، الوعي الصوتي، المفردات، الطلاقة، القراءة الاستيعابية. سيتم شرحها باختصار في الأسطر التالية.
التهجئة هي أن يقوم التلميذ بنطق الأحرف بشكل صحيح بينما الوعي الصوتي هو أن يربط التلميذ بين أصوات الحروف وأشكالها، ويكتبها بالطريقة الصحيحة عند سماعها. مهارة المفردات هي تشمل مناقشة الكلمات، ومعانيها، ومرادفاتها، وأضدادها، ويتم التركيز على هذه المهارة بشكل كبير في مختلف الأنشطة اليومية، ويتم إجراء عليها عدد من المسابقات الصفية من أجل الوصول بالتلميذ لما يسمى بالثراء اللغوي؛ حيث إنه توجد علاقة طردية بين ارتفاع التحصيل الأكاديمي من جانب ومهارة المفردات من جانب آخر.
قبل الحديث عن مهارة الطلاقة لابد أن أذكر القصة التالية: تم استدعائي لمدرسة ابني الذي يدرس بالصف الثاني؛ حيث أخبروني بانخفاض أداء ابني في مهارة الطلاقة. قالوا لي ابنك يقرأ 35 كلمة بالدقيقة بينما المعيار هو 80 كلمة للدقيقة. مهارة الطلاقة هي أن يقرأ التلميذ عددًا معينًا من الكلمات في الدقيقة بسلاسة وصحة ودقة وفقًا لمعايير رقمية معتمدة. يتم تدريب التلميذ على المهارة بالمدرسة والمنزل، وهو الواجب المنزلي الدائم مع كل تلميذ؛ حيث يقوم بأدائه يوميًا مع أحد الوالدين ثم تسليمه في آخر الأسبوع بعد أن تدرّب على قراءة القطعة لمدة خمسة أيام مع قياس ذلك زمنيًا، وتسجيله من قبل الوالدين. يتم عادة التركيز بشدة على هذه المهارة؛ لأنه عند إتقانها ترفع من مستوى المهارة الأهم، وهي مهارة الاستيعاب القرائي، والتي هي عبارة عن فهم المقروء، وخلق معنى من النص. مهارة الاستيعاب تعتبر أهم مهارة ضمن المهارات السابقة؛ حيث إنه لا فائدة إذا لم يفهم التلميذ النص المقروء.
ختامًا: مقارنة أداء طلابنا في الاختبارات الدولية مع مستوى عدد من الدول أتاح لي معرفة الكثير عن كيفية تدريس القراءة في الولايات المتحدة، والتي من الممكن الاستفادة المباشرة من طريقتهم في تدريس القراءة لدينا من أجل رفع مستوى التحصيل لتلاميذنا بشكل عام وأدائهم بشكل خاص في الاختبارات الدولية للقراءة.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button