المقالات

“سعد المحمادي” نموذج معلم وعاشق مسؤول !!

منه تعلّمنا أن للنجاح قيمة ومعنى، وتعلّمنا كيف يكون التفاني والاجتهاد، معه آمنا أن لا مستحيل في سبيل الرُقي والإبداع.
عاشق بدرجة مُعلم؛ لذا فحالهُ كالعاشق الأصيل الذي يظل قابضًا على عشقه رغم النتائج السيئة
إلا أنه كان وسيظل فخورًا بوحداويته،
زرع فينا ‎#عشق_الكيان.

لم يكن الحال يساعد على أن نكون وحداويين في صغرنا؛ فالنتائج سيئة والمستويات لاتسمح بأن يكون صغار السن من مشجعينها أو حتى عاشقينها.

فنكون في سخرية كلما خسرنا من الهلال سخر منا الهلاليون ثم يسخر منا الأهلاويين، وإذا تعادلت كنا والحمد الله أفضل حال، وقلما تفوز الوحدة فنكون فرحين، وفرحنا لايدوم.

حتى كان ذلك العام الذي كان فيه معلم فصلنا ورائده وحداويًا بدرجة عاشق ومحب، يؤدي واجبه في تعليمنا على أكمل وجه، تصل لنا معلومته دون عناء دون شقاء.

حفظنا منه آية الكرسي، ولم تكن مقررة، نستطيع حل الواجب أثناء الحصة، دائمًا مايتكلم عن الوحدة،
وحينما يتحدث يكون في حديثه فخر واعتزاز تعالي وكبرياء.

في دوري المدرسة، الفصل الذي هو رائده، يفاجئون طلاب المدرسة بأسرها بأن فصل هذا المعلم معه مدرب فريق الوحدة الأول لكرة القدم في فصله يعطيهم تكتيكًا، ويشرح لهم الخطة.
تكتب على سبورة الفصل، ويجعل كل من في المدرسة يتمنى لو أنه أحد طلاب هذا الفصل.

نشاط المدرسة
يقوم هذا المعلم بأعمال إضافية؛ بالإضافة إلى تدريس اللغة العربية، ومواد الدراسات الإسلامية فهو يشارك معلم الرياضة في الإشراف، والتنظيم لدوري المدرسة.

أضف إلى ذلك دائمًا ما تكون الرحلة الخارجية خلال العام إلى زيارة نادي الوحدة، والتعرف على مرفقاته؛
حيث يكون النادي خاليًا لهذه المدرسة من الساعة الثامنة حتى عصر ذلك اليوم يتعرّف فيه التلاميذ على تاريخ النادي، ويستطيعون النزول إلى أرضية الملعب الرئيسي
وصالة الدكتور محمد عبده يماني والمسرح، يعيش فيه طلابه أجمل أيام حياتهم تفك عنهم قيود المدرسة.

مُطالبًا التلاميذ بارتداء زيّ الوحدة، ومن لم يستطع أن يأتي به لايلزمهم به، لكنهم يكونون كالغرباء بين الوحداويين الذين ارتدوا زي النادي؛ لأنهم قِلة فالغالبية العظمى من الوحداويين.

أحب التلاميذ ذلك المعلم حتى أحبوا المواد التي يقوم بشرحها، فتدريسهُ يعد نموذجيًا، مكافأته تحفيزية وإذا عاقب كانت عقوبته لتلاميذه بأن يتم تجاهله ولا يتجاهله؛ بحيث لايقوم بتدريسه بل يكون التجاهل بأن لايكون لهم آراء أثناء الانتهاء من الدرس؛ لأنهم لم يهتموا بواجباتهم وأصبحوا مهملين في حفظ دروسهم بالتالي هم سيكونون مهملين في ماجاءوا لأجله، ولايحق لهم أن نسمعهم، وسرعان ما يتغير حالهم.

لقد كان في تلك المدرسة معلمون كثيرون مميزون، لكن هذا المعلم أكثر تميزًا منهم؛ لأنه عرف بوحداويته، وحبه وإخلاصه في عمله حتى إنه إذا استأذن طالبًا للخروج أو نسي كتابًا أو كان مع أسماء المشاغبين،
وطلبه ان يصفح عنه لأجل الوحدة يكون العفو والصفح وبإعطائهم فرصة أخرى لليوم التالي.

كان الحزن شديدًا على جميع التلاميذ يوم أن أصبح مرشدًا طلابيًا؛
فلم نعد نراه يشرح لنا، ولم يعد يحفزنا، ولم نعد نتكلم معه فنحن في فصولنا، وهو في عمله.
إلا أنه حينما يقوم بالمرور على الفصول؛ لشرح استبيان أو ماشابه ذلك تكون الأنظار متجهة له بحزن ممزوج بالعتاب الداخلي بأنه تركنا.

لا أريد أن أطيل على القارئ الكريم،
لكن أريد أن أصف نموذجًا للعاشق الوحداوي الأصيل، فكان غالبية الطلاب المميزين لحب معلمهم الوحداوي أصبحوا وحداويين.

أتمنى من جميع الوحداويين العاشقين أن يتعلموا من هذا المعلم الأستاذ “سعد المحمادي” دروسًا في عشق الكيان.

ختاما

قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا

كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا

أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي

يَبني وَيُنشِئُ أَنفُسًا وَعُقولا

وَلَكَم نَصَرتُم بِالكَرامَةِ وَالهَوى

مَن كانَ عِندَكُمُ هُوَ المَخذولا

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button