أ. د. عائض الزهراني

ديكتاتورية برداء الديمقراطية

تتشدق الولايات المتحدة وروسيا والدول الأوروبية والأمم المتحدة بأنظمتها الديمقراطية والمثل العليا والقيم الإنسانية كالحرية، والمساواة، والعدل، واحترام الآخر، ونراها لا تتورع بممارسة قمع واحتقار السود والهنود والأقليات الاثنية وتعدى ممارستها للإرهاب دوليا بتنفيذ مشاريعها التدميرية الشبه الشاملة، تحقيقًا لمخطط مشروع التقسيم في الثمانينيات منذ عهد الرئيس كارتر الذى وضعه “برنارد لويس” المستشرق الأمريكي بتفكيك البلاد العربية والإسلامية, ودفع الأتراك والأكراد والعرب والفلسطينيين ليقاتل بعضهم بعضًا، لتعلن بعدها وزيرة الخارجية السابقة (كونداليزا رايس) عن تنفيذ (الفوضى الخلّاقة).التي اثمرت عن الخريف الدموي العربي، ولنشر شرها وبث سمومها في منطقه الشرق الأوسط؛ لجأت لتحقيقً اغراضها المشبوهة فتم صناعة داعش بعد القاعدة، ومولتها وساهمت في تنمية قوتها التي لا تزال حتى اليوم رغم اسقاطها تهاجم المدن العربية؛ لتنفذ أجندتها الاستخباراتية وتكون وسيلة لتدخلها العسكري في الدول العربية لتمارس سطوتها بالقتل والتدمير والتخطيط بتغذية الطائفية المقيته، مستثمرين حقد إيران الدفين, وكراهيتها المتأججة وحلمها الفارسي ضد العرب والمسلمين لتكون المنطقة ملتهبة منفجرة لإضعافها والسيطرة على ثرواتها، وتكون حقلًا للتجارب لأسلحتها وصواريخها المدمرة في عالمنا العربي مما نتج عنه إبادة جماعية بمئات الآلاف وشتات قسري للشعوب بالملايين؛ لتزهق أرواحها ما بين ألم وامتهان، وغرق وحرق، وترويع وتجويع.

ساعدها انقسامنا وعدم الإيمان بقدراتنا وإمكاناتنا وثرواتنا الاقتصادية والبشرية، وتحقق للطغاة سحق وذل العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه وأصبحت تضاريس المجتمعات العربية يسودها عنف وإرهاب وفتن وتطرف، وثورات، وضعف، وقهر منغمس في المهانة وصراع دموي عنيف، مدمر في الشام والعراق ولبنان واليمن وليبيا، ومصر، والصومال.

ففي خضم هذا النفق المظلم الطويل والأحداث العالمية والإقليمية والأبواق الناعقة ولجج الإشاعات من محاضن الفتن، وروح الشر، ومستنقعات الحقد وإحاكة المؤامرات، مع خطط المتربصين الداخلية والإقليمية والدولية من دول كشرت عن أنيابها المسمومة، وشخصيات مشوهة موبوءة، تهدف لإضعافها، وسقيها من كأس الذل والانكسار.

من عمق الأزمة قلب خادم الحرمين معادلات المؤامرات، وغير تضاريس الأجندات بإصدار القرارات الجريئة لأضعاف المد الفارسي ، وافشال خطط المتآمرين؛ لزعزعة البلاد، ولزلزلة العباد، وتبين للقاصي والداني أن ملك العدل والحزم شخصية يتسم بالصدق والشفافية الواضحة ، والشجاعة، والاحترام؛ والإنصاف، صاحب الحكمة المتناهية، والحنكة المواتية، والخبير بالأمور، والعزم حين يجب الحزم، واللين حين يجب الرفق، وحسن التصرف، إذا دهم الخطر، وسعة الفكر، وبُعد النظر على منهجية دين الحق ووسطيته ، مما جعله موضع تقدير الكثير من زعماء القادة السياسيين الذين زاد التأكد لهم أنهم أمام ملك لا يؤمن بالأقوال في منشتات الإعلام ومنصات المنابر، ولكنه يجعل الأفعال تتحدث، ويصنعها بصمت ووقار، وأقنع المتربصين، وتأكد لهم ذلك في قرارة أنفسهم أن خادم الحرمين الشريفين مصمم أن يقود أمته العربية إلى قمم القوة، والعزة، والكرامة، لترسم صورتها الحضارية المشرقة المتماسكة؛ لتؤدي دورها، في استقرار المنطقة وازدهارها.

فالمجتمع السعودي الأبي بفطرته ووعيه النقي، من أقصاه إلى أقصاه وبشتى ألوانه وأطيافه، وجميع شرائحه شيوخه، وشبابه ذكورًا وإناثًا يُؤْمِن بقيادته
ويبدع بعزف ملحمة النهوض وسيمفونية البنا، كما يؤمن بوحدة التلاحم والتكامل، فالكل في واحد والواحد في الكل بوحدة متجانسه تعشق وحدة الوطن و كيانه … رافضا الأساليب الخبيثة والإملاءات الديكتاتورية من الإدارة الأمريكية والغرب.

كما يتطلب الأمر من المفكرين والمثقفين والعلماء والإعلاميين بذل كل جهد وطاقة وتسخير إمكاناتهم، والتصدي بحرب للأفكار المشوهة والدعوات الضالة المنحرفة ومحاربة من يتبناها ويدعو لها من دول أو من ذوي النفوس المريضة والضعيفة والمختلة، والمصالح الذاتية تحت شعائر هدامة.

استطاعت المملكة تحقيق رويتها المستقبلية والسير بخطى ثابته وثابة نحو المجد والارتقاء بالوطن في شتى مجالاته للوصول إلى الازدهار والاستقرار والأمان، ودفع عجلة التقدم، والتنمية إلى الأمام .

ومضة
سئل أرسطو من يصنع الطغاة؟ فرد قائلا ضعف المظلومين

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button