عبدالله احمد الزهراني

حكيمة الرافدين

تابعت لقاء رغد ابنة الرئيس الأسبق صدام حسين، الذي بثته قناة العربية، ولفت نظري ما تتمتع به من كاريزما، وحكمة، وحنكة ، التي لو عمل والدها بمشورتها لما وصل به الحال إلى هذه النهاية المأساوية.

صحيح الابن سر أبيه لكن الابنة أم أبيها، ورغد عاشت تجربة صعبة خاصة أيام الخلاف الذي نشب بين زوجها حسين كامل ووالدها؛ فقد تنبأت بموقف أبيها وأخبرت زوجها به قبل العودة للعراق فتم تطليقها.

حكيمة الرافدين، إن جاز لي الوصف ظهرت في العربية وكشفت عن عقلية ناضجة احترمت الأعداء قبل الأصدقاء، وظهرت بشخصية عابرة للتيارات والأحزاب، غير أن أكثر ما استوقفني في لقاءها استعراض أسماء أخوتها الذكور والإناث (عُديّ، قُصيّ، رغد، رنا ، حلا)، فعادةً ماتكون الأسماء معبرة عن شخصية من اختارها، وللمفارقة فقد كانت الأسماء التي تكررت كثيرًا في اللقاء بمثابة عناوين لمراحل حياة الرئيس الراحل صدام حسين.
الرئيس المجيدي عاش حياته ما بين (رغد) العيش و (حلاوة) السلطة ، قبل أن يتراكم (الران) على قلبه ويعمي بصيرته، فيندفع لغزو الكويت و (يعادي) الأصدقاء والأقرباء حتى شتت شمل أسرته التي كانت تعيش معه بأمن وسلام، ثم انتهى به المطاف (للإقصاء) من الحُكم قبل تنفيذ حكم الإعدام به.

تمنيت اليوم وأنا أتابع لقاء رغد في الأجزاء الستة عبر العربية، لو انعكست حكمتها على تصرفات وقرارات والدها، فحكيمة الرافدين شدت المتابعين برصانتها وشخصيتها التي لا تزال تحافظ على توازنها، رغم المعاناة الكبيرة التي تعرضت لها، لم تظهر رغد لتصفية الحسابات، بل احترمت القيادات وهذا أكثر ما يحتاجه العراق اليوم ليعود إلى عروبته بعد اختطافه من ملالي إيران .

رغد على حد قولها هي الشخصية الأكثر حملاً لجينات والدها من بين إخوتها ،فقد كانت واضحة وصريحة في إجاباتها ، لم تناور كسياسيةً فكسبت احترام المتابعين، ومن هنا نتساءل:

هل تكون رغد هي حلم العراقيين القادم؟
هل يمكن أن تتبوأ منصبًا في العراق الجديد؟

إن مستقبل العراق مرهون بنتيجة الصراع القائم اليوم بين أتباع إيران وأحرار العراق سنة وشيعة، والإدعاء بأن الصراع مذهبي بين سنة وشيعة غير حقيقي ودعاية إيرانية ساذجة والكل يعلم حقيقتها .
ما أحوج العراقيين اليوم (لرغد الحياة) على يد من يقدر الشعب ويعمل على رفعة البلد والعودة بها لبر الأمان .

Related Articles

2 Comments

  1. من الصعب الجزم بدور رغد صدام حسين في المرحلة المقبلة، لكنها إن كانت تنوي المشاركة في العملية السياسية في بلدها فقد أحسنت تقديم نفسها وتسويق صورتها بشكل مقنع جدًا..

  2. من شابه أباه فما ظلم
    أحسنت أبا أحمد علي هذا الطرح الجميل
    فعلى الرغم من كل ما ارتكبه والدها من اخطاء إلا أنه كان حجاجاً آخر وسيفاً مسلولاً على رقاب أعداء السنة
    إلا أن الداخل في النظام السياسي في العراق كالمستجير من الرمضاء بالنار في ظل الأوضاع الحالية في العراق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button