المقالات

التعليم عام 2021/2022م

التعليم والصحة، وباقي مجالات ومناشط الحياة، وجدت كل الدعم والاهتمام من حكومتنا الرشيدة في رحلة تحديها لتفشي فيروس كورونا. أكثر من عام وحالة الصمود مستمرة في مواجهة الوباء وتقلباته المختلفة انتظارًا لما ستسفر عنه الأبحاث الطبية من نتائج تحمل معها التطعيم الناجع ضد الفيروس القاتل.

قطاع التعليم على وجه الخصوص اتّخذ الإجراءات المناسبة التي مكّنت استمرار عملية التعليم والتقييم بالطرق البديلة، وأجزم أن حالة المواجهة والمواءمة لم تكن سهلة، ولابد من تسجيل ثناء لوزارة التعليم ووزيرها المتزن والمتوازن قولًا وعملًا على ما بذله من جهود لقيادة حالة التحول المفاجئة للممارسة التعليمية؛ لتكون عبر القنوات التقنية المتاحة. ومع صدور التوجيه السامي الكريم باستمرار التعليم عن بُعد حتى نهاية العام الحالي 2020/2021م فالمنتظر أن تسعى الوزارة إلى الانتقال إلى مرحلة مختلفة ابتداء من بداية العام القادم.

لماذا يجب أن تكون الممارسة التعليمية مختلفة؟
مع توفر التطعيمات منذ ديسمبر 2020م، والتوسع المتزايد في مراكز التطعيم في جميع مناطق المملكة بحمد الله؛ فإن من المتوقع أن يأخذ التطعيم نسبة عالية من المواطنين والمقيمين ومنهم العاملين في سلك التعليم؛ ولذلك فالتفكير في تحول نحو نمط مختلف من التعليم يضمن نسبة من التعليم الحضوري لهو أمر ضروري؛ حيث يكون الطلاب مع بداية العام الدراسي والجامعي المقبل في سبتمبر 2021 قد افتقدوا حالة التواصل البدني مع بيئة التعليم لمدة عام ونصف. ومع التأكيد على أن الممارسة التعليمية أدت دورها بشكل جيد خلال المرحلة الماضية فلابد من الاعتراف بالجوانب السلبية التي رصدت إذ إن التعليم عن بُعد قد يكون مناسبًا للمقررات ذات الطابع المعرفي، لكنه بالتأكيد غير مناسب لمقررات العلوم الأساسية المعتمدة على الجانب الفكري والمهاري فحالة ضبط المتلقي غير ممكنة بالكامل، ناهيك عن ضعف مصداقية عملية التقييم.

كيف يمكن أن تكون الممارسة؟
أوضح تقرير الأمم المتحدة الصادر في أغسطس 2020م عن التعليم حول العالم أثناء جائحة كوفيد – 19 وما بعده تشخيصًا واقعيًا للأثار التي ترتبت على نظم التعليم بشكل شامل، كما تضمن موجهات مفيدة لما يجب على دول العالم فعله للتكيف مع التحولات الناتجة عن الجائحة موضحًا تباين دول العالم في تعامل نظمها التعليمية مع الجائحة حسب الظروف والإمكانيات. كما حوى التقرير توصيات أهمها التأكيد على تجنّب أن تؤثر الجائحة على تعلّيم جيل كامل، مشددًا على أن الأمر يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة من الجميع. ولذلك فإن مسيري الشأن التعليمي في المملكة مطالبين بالتحرك دون تردد لتصميم البرنامج التعليمي للعام 2021/2022م فالوقت قصير والعمل المطلوب كبير؛ فهو يشمل تحديد النموذج وأقلمته وفق ظروف مراحل التعليم المختلفة. ووفقًا لتجارب الدول فإن نموذج التعليم المدمج Hybrid Education أصبح أكثر شيوعًا إذ إنه متوافق مع حالة عدم اليقين الكامل التي يعيشها العالم عن مستقبل الجائحة في المرحلة المقبلة. تنفيذ النموذج المدمج يتطلب تحديد المحتوى المقدم بالتواصل الحضوري والمحتوى الذي سيستمر تقديمه عن بعد كما يستدعي تنفيذه إقرار الخطط التنظيمية، وتوفير المتطلبات البشرية، وكذلك إجراءات السلامة ومتطلباتها؛ بالإضافة إلى الخدمات اللوجيستية التي تضمن فعالية التنفيذ.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button