ليست مفأجاة أن تتغاضى أمريكا وروسيا والدول الغربية عن جرائم بشار، واغتيالات حزب الله ونووي إيران، وانتهاكات الحوثي، وتجاوزات أردوغان، وفي الوقت ذاته تتوجه سهامهم وهجماتهم الإعلامية نحو المملكة العربية السعودية الدولة التي حاربت الإرهاب، وكافحت الفساد، واستضافت اللاجئين، ومدت جسور الإغاثة لمساعدة المنكوبين، ولم تتدخل في يومٍ ما في الشؤون الداخلية للآخرين.
لكننا نعلم أن السعودية قلب العالم الإسلامي ومحط أنظار المسلمين قاطبة، تهوي إليها أفئدتهم، وتتجه إليها أبصارهم، وقد مَنَّ الله علينا وعلى المسلمين قاطبة بهذه الأسرة الحاكمة الكريمة التي اختارت لنفسها هذا الدين القويم، وتشرفت بخدمة الحرمين الشريفين، والقيام بشؤونه، ونحمد الله أن أنعم علينا، ورفع رؤوسنا، وأظهر أمرنا بهؤلاء الرجال الذين ولَّاهم الله حماية مقدساته، وحفظ حقوق عباده، واختارهم من بين سائر الناس؛ ليعملوا بصمت من أجل الحفاظ على العقيدة الإسلامية التي جعلتنا خير أمة أخرجت للناس.
مقولة الأمير محمد بن سلمان في منتدى الاستثمار قبل عامين: (نحن لا نريد أن نتطور لوحدنا بل نريد لكل المنطقة أن تتقدم وأن تكون أوروبا الجديدة).
تلك المقولة أثارت حفيظة الدول الحاقدة والحاسدة، والتي تتمنى أن نكون في أواخر الركب على مر السنين رغم أنها عبارات تحفيزية بعيدة عن التهديد منافية للحسد خالية من الأنانية.
وهم يعلمون أن الأمير محمد بن سلمان ذلك الشاب العبقري أتى بمشروع عملاق من خلال رؤيته 2030، وبالتالي لن تكون السعودية أسيرة لدخل النفط، وسيكون هناك تنوع اقتصادي كما ستكون هناك صناعات عسكرية، وتحويلية كثيرة.
كما أنهم يتابعون متابعة حثيثة كل ما يجري لدينا من تطوير فقد ذكر تقرير مركز الأبحاث الاستخباراتي الأمريكي (ستارتفور) بعد الاتفاقية السعودية الروسية أن السعودية غيرت معادلة صناعة الأسلحة من بائع ومشتري إلى شريك وشريك، وهذا ما لا يروق للغرب عامة، وأمريكا على وجه الخصوص.
وفي الآونة الأخيرة ووفق التحول الوطني والرؤية المباركة فتحت السعودية السياحة، ودعمتها بشكل أفضل، وأظهرت الكنوز الطبيعية التي تحتويها تضاريس المملكة والتنوع الجغرافي الذي قَلّ أن تراه في أي دولة في العالم، وما سيتمخض عن ذلك من مجتمع راقٍ واقتصاد مزدهر.
ورغم الظروف التي مر بها العالم أجمع فلا زلنا ولله الحمد في مقدمة دول العالم أمنًا واستقرارًا واقتصادًا، بل وتجاوزنا كثيرًا من الدول المتقدمة في استتباب الأمن ونمو الإقتصاد ورغد العيش بفضل الله ثم بالعزيمة القوية والطموح الذي بلغ عنان السماء.
أبعد كل هذا الحراك المرسوم والتطور المعلوم والعلاقة المتينة بين القيادة الرشيدة والشعب العظيم يأتي من يسأل عن السهام المسمومة الموجهة نحو بلدنا الطاهر وقادتنا الأوفياء ؟ لكنهم يمكرون، ويمكر الله، والله خير الماكرين.
لذلك يجب على كل سعودي عاقل ومخلص لدينه ووطنه وحكامة أن يعي جيدًا أن هذا البلد مستهدف من الشرق والغرب، ومن اليهود، ومن إيران، ومن أمريكا، ومن القاعدة، والإخوان، والحوثيين، وداعش، وحزب الشيطان وغيرها من التنظيمات الحاقدة، لا لشيء إلا لما نشهده من تطوير مستمر، وعقيدة راسخة، ولحمة وطنية متميزة واقتصاد متين.