المقالات

أنت ولا

حقيقة الكلمة بين القدرة ونوع الـ”لا”، وكلا المدارين هما محل النزاع ومناط الأمر، فهل تملك قوة النطق بها كأسلوب حياة؟ وليس فقط كتحدٍ تختبر فيه ذاتك ينجح مرة، ويخفق مرات؟

وهل تملك تصريف حالها (أي كلمة لا) بما يحتاج الموقف، ويقتضيه الحال والخروج رابحًا حتى مع وجودها؟

تدور حالة الامتناع (لا) كثيرًا في فلك الكتّاب حول العجز من جهة، ودوافع العجز من جهة، ونهاية ذلك التسلسل وما يفضي إليه، فالعجز نتيجة ذاتٍ مهزوزة، وهزيمة داخلية،وبالتالي امتناع عن امتناع، وحصيلة ذلك نهاية بئيسة،ونتائج سلبية، ولا شك أن جميعنا ضحايا ذلك العجز أو بمعنى دقيق مررنا بتجارب لم نوفق في قول كلمة (لا)،وعشنا مرارة النتيجة وزعاف عجز الامتناع.

الكثير والكثير جدًّا وقع في هذا الفخ، وبرر لذاته ضياع البوصلة حينها، وفقدان الحكمة، لو كان أكثر صدقًاوإنصافًا لقال: – وبصريح العبارة- خفت كثيرًا من قول (لا) مع علمي بالنهاية سلفًا.

باليتني قلت لا في حينها صلفاً****لكنتُ في فسحةٍ مما أقاسيه

أيا كان فخلف ما نكره قدر متحكم وقانون به نسلم، ولا حاجة للندم مالم يرفع صوتك للنطق بتلك الكلمة متى دعت الحاجة.

ملامح (لا) وهيئتها وشكلها محور مهم جدًّا يساعد في نتيجة مشابهة لنتيجة نعم، أو على أقل تقدير ستخرج من ذلك الموقف بأقل الخسائر.

أساليب الامتناع والرفض هي من يحدد ذكائك العاطفي،وقدرتك على الخروج منتصرًا في كل موقف تقول فيه (لا).

يطلب منك أحدهم طلبًا لا يمكن طلبه فضلًا عن تنفيذه،و(لا) هي الرد بلا شك، بل ربما ينتظرها أكثر من انتظاره لنعم، ولن تجد في عينه صدمة منها، ولكن كانت طريقة الرفض سببًا كافيًا للغُرم، وطريقًا معبدةً لخسارته.

كثيرًا ما نُطقت (لا)؛ وكأنها (نعم)، وكل ذلك بسبب اختيار قالب يليق بالمقام، ويليق بمستلم ذلك الرفض، مع أنه وفي كل الأحوال هو رفض وامتناع وإباء.

قبل أن تردّ بـ (لا) تذكرْ حالة الطرف الآخر، وسبب الطلب،وطبيعة الموقف، ولعلها تساعدك كثيرًا في صنع كلمة (لا)بطريقة لطيفة وصيغة ناعمة، واستمهل الرد قدر الإمكان فخطوط الرجعة مهمة كذلك فلا تهملها..

أخيرًا …. مرّن نفسك على كلمة (لا)، وقبل هذا مرر نفسك أكثر في اختراع طريق مربع ومسلك مزهر لتلك الحرفين.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button