عزيزي قارئ السطور، أحتاج منك لتركيز عالٍ، لكي تكون واعيًّا بما يُحاك ضدك، من ألاعيب، وتضليل؛ ولأن صحتك، وصحة أسرتك غالية، لابد أن تكون مركزًا لمعرفة القصة الكاملة، وكل التفاصيل التي تهمك، ولا يتم تمرير عليك معلومة، أو نتائج غير مدروسة، وقبل ذلك سنسرد قصة كورونا (كوفيدا – ١٩) من اليوم الأول، ونضع النقاط على الحروف.
ووهان الصين – يناير – فبراير 2020
في هذا الشهر، سمعنا عن أخبار متداولة عن فيروس منتشر في مدينة ووهان الصينية، ومن هنا بدأت القصة، وعن إمكانية وصوله لنا، لكن هيهات أن يمرر علينا الإعلام هذه المعلومة؛ خاصة وأن العلاقة المبدئية للمرض بتناول الخفافيش، التي لا نحبها، إلا أنه بعد شهر وتقريبًا في مطلع مارس، سجلت وزارة الصحة السعودية أول حالة لمواطن قادم من إيران عن طريق البحرين، وهنا عاد الموضوع، واضح أنه غير مقنع.
إعلان جائحة عالمية – مارس 2020
بدأت الحالات تدريجيًّا في الظهور والتصاعد، وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس (كوفيدا- ١٩) بات مصنفًا “جائحة” أو وباءً عالميًا، لكن دون إصابة أي شخص نعرفه، وهنا أيضًا هيهات أن يمرر علينا الإعلام هذه المعلومة، لكن سمعنا عن حظر تجول في الصين، وبدأ كل شخص فطين في شراء مؤن خاصة الرز والدقيق بكميات كبيرة لمواجهة الوضع، لكن انتظر لم أصل إلى الحقائق والبراهين.
حظر تجول – 23 مارس 2020
في الوقت الذي أعلن فيه حظر تجول في العديد من دول العالم، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، ورغم قسوة القرار الذي أضر بالمصالح، وأولها مصلحة الدولة، وإيقاف العديد من البرامج والمشاريع واستمرار الصرف والدعم، وتعليق العمرة، والحج، لكن في هذا المقال المخصص للإنسان الواعي البسيط سنركز على الأفراد، ودورهم، ومصالحهم فقط من هذه الجائحة، والأرقام المُعلنة من وزارة الصحة، من مصابين، ومتوفين، كنا أيضًا مابين مشكك، ومصدق لكن هيهات أن يمرر علينا الإعلام هذه المعلومات.
إصابات محدودة
شوارع خالية، موظفون بدون دوام، مساجد بلا مصلين، باستثناء موظفين الصحة، والداخلية، وبعض القطاعات الخدمية، في ذلك التوقيت، كان البعض يخرج خفية، أو في أوقات السماح، للتجمع مع أقاربهم، وأصدقائهم، لأن الحكاية لاتزال روايات إعلامية، وهيهات أيضًا؛ خاصة وأن الإصابات أيضًا لا تُعد كبيرة، والبعض لازال لم يُصب قريب له، أو سمع عن أحد بعيد باستثناء بعض الحالات التي قد يكون بسبب عمرهم، أو ظروف أخرى، أصيبوا أو توفوا.
بعد العيد
ارتفاع حالات الإصابة بسبب تجمعات عائلية، وفي هذا التوقيت كان على الأقل معروفًا عند الغالبية إصابة قريب، أو صديق، بهذا الفيروس لكن عدد الوفيات لازال غير شائع، وهنا أيضًا لن أتحدث عن دور المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة الصحة فيما وفرته من طاقاتها البشرية، والآلية، ورفع أسرة العناية المركزة في جميع المناطق بنسبة ١٠٠٪؛ لأن الإعلام يحاول أيضًا إظهار الجائحة بشكل هيهات تصديقه، لكن خلاص صدقنا أن هناك فايروس اسمه كورونا (كوفيدا – ١٩) لكن الحكاية لم تنتهِ.
لقاح كورونا – يناير 2021
ورغم وجود العديد من المشاهد التي أود ذكرها، لكن من الأفضل كشف المستور عن اللقاح الذي بعد طول انتظار، وتجارب عديدة، صرحت منظمة الصحة العالمية الاستخدام الطارئ، وصرحت باستخدام لقاح فايزر الأمريكي، وكانت السعودية من أوائل الدول التي حصلت عليه، ومن أوائل من تلقى اللقاح الملك، وولي العهد، ووزير الصحة، ولم يكن ذلك مقنعًا للبعض بحجة أن الإبرة قد تكون مختلفة، بعدها بفترة تمت الموافقة على لقاح استرازينيكا البريطاني.
فايزر – استرازينيكا
هنا لازم النظرية تنقسم لفريقين، (ولا أعمم)، الفريق الأول، ممن لم يفقدوا غاليًّا، وقريبًا، وهذا الفريق يجد أن اللقاح كذبة، ولابد عدم الحصول على اللقاح، الفريق الآخر، ممن أصيب أو توفى قريب له، ودوره البحث عن اللقاح الأصلي، ويتأخر في الحجز، أو ينتظر بعد أن يتم تجربته على شخص يعرفه؛ لأنه هو الأهم، ويتأكد من الجدوى وبعدها يقرر.
المؤامرة
فريق نظرية المؤامرة، ضرره أكبر على الجميع لأن تشكيكه سيكون مبنيًّا على خيال، ونظرية قديمة، لذلك لا يقتصر على الرفض، بل يمتد إلى التحريض، والسعي إلى منع كل من يعرف، ولايعرف لكي لا يحصل على اللقاح لكي يقنع نفسه بأنه على صواب فتجده يبحث عن مايبرر فعله بمصادر ضعيفة فيستند على المتناقل بدلًا من المثبت، وعلى مايقولون بدلًا بما حدث لذلك كورونا، ولكنه لايعلم أنه قد يكون سببًا في إزهاق أرواح بسبب مايقوم بفعله غير مدرك نتائجه.
هل نشك ؟
لنعود لأصل التشكيك، ونتخيل الشكوك التي لم نصدقها وأصبحت واقعًا، – شككنا أنه مرض أصله خفافيش – شككنا بُعد المسافة عن الصين – شككنا في أن يكون هناك حظر تجول – شككنا في أن تكون هناك إصابات حقيقية – شككنا في الوفيات – شككنا في أن يوجد لقاح – شككنا في اللقاح – ألم نشكك في كل ذلك، غير كافٍ نشك في دولة يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، هل نشك في قيادة أرخصت الغالي، والنفيس لشعبها، هل نشك في دولة جعلت صحة الإنسان أولًا حتى لو كان مخالفًا للإقامة، هل نشكك في دولة وفرت الرعاية الصحة بالمجان، هل بعد كل ذلك هناك عاقل يُشكك؟
وقبل ختام هذه المقالة، أود أن أخبرك بسر عن الفرق بين جميع اللقاحات، بعد الموافقة عليها من منظمة الصحة العالمية، والتأكد من مأمونيتها، تتحول إلى نظريات إعلامية في التسويق، لذلك الفرق بين اللقاحات ليس أبعد من فروقات تجارية، ولكي أزيد على ذلك عنوان هذا المقال هو أيضًا من نظريات الإعلام، لكي تصل إلى هذه المرحلة، شكرًا بوقتك.
ختامًا .. وزير الصحة عندما وجه رسالته استهلها بأهم عضو في الجسد (قال: من القلب)؛ لذلك أقول لكم من أهم جزء من حكمة ورجاحة البشر: من العقل .. خذ الخطوة، وخذ اللقاح.