لم تكن الجمهورية الإرهابية إيران يوماً من الأيام مثالاً للسلام والوئام في شتى بقاع الأرض، بل دولة المشانق هي مثالاً حقيقياً للفتن والحروب وإثارة القلاقل في الدول العربية وخاصة السنية منها للأسف. ففي ردة فعل على مبادرة المملكة العربية السعودية للسلام في اليمن صرحت وزارة الخارجية الإيرانية أمس الأول ” أن إيران تدعم أي خطة سلام مقترحة في اليمن ولكن بشروط ! وتؤكد أيضاً أنها أعلنت منذ بداية الحرب أن لايوجد حل عسكري للأزمة اليمنية، إلى أن تزعم لتسليم اليمنيين زمام الأمور؛ لرسم مستقبلهم السياسي دون تدخل أجنبى..! ” أي منطق أعوج تتحدث به هذه الدولة الإرهابية الحاقدة في إعلانها هذا، أي قبح تنقله وزارة خارجيتها لمسامع العالم وكأنها حمامة سلام ورسالتها رسالة حب.
والمتأمل بين سطور إعلان هذه الدولة المارقة أنها تتدعي أنه لايوجد حل عسكري لهذه الأزمة منذ البداية وكأن جماعة (أنصار الله الحوثية) الوليد غير الشرعي لها أتت عبر الانتخابات الشرعية الرسمية، أو أتت بإرادة الشعب اليمني ورغبته في أن تحكمه هذه الأقلية الجاهلة. وهي في الواقع شرذمة تغذت أفكارها بالفكر الإرهابي الصفوي وعاصمته طهران.. فاستقر هذا الفكر المتطرف في صعدة إلى أن وصل للعاصمة صنعاء ثم تجاوزها إلى بقية المدن بقوة السلاح وبصنوف من القتل والتنكيل في شعب مغلوب على أمره. وهي من خلال إعلانها المزعوم تدعو للسلام الدائم في اليمن بعد أن أشعلت النيران في كل أرجائه وقد انتهت بطبيعة الحال من هذه المهمة القذرة في دول عربية أخرى ومن خلال نشر الخراب وبعث الفوضى والفساد في دولة العراق، وسوريا، والمأسوف عليها لبنان ومن ثم تؤكد راعية الإرهاب هذه على أهمية السلام في أرض اليمن..!
إن من المأمول من المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيت المساهمة في الإسراع بتنفيذ الوارد من بنود المبادرة السعودية من: وقف القتال في جميع الجبهات عبر المراقبة الميدانية من قبل القوات الأممية، وإعادة فتح مطار العاصمة صنعاء جزئيا، ووضع آلية لاقتسام العائدات الجمركية للمطار والميناء، وفتح حساب مصرفي لدفع رواتب الموظفين، وصولاً لاستئناف المفاوضات السياسية بين الطرفين اليمنيين. والأهم من ذلك كُلِه أن يتم تناول تلك البنود ومباشرتها بعيداً عن الجانب الإيراني المتطلع دائماً لتمزيق نسيج الشعوب العربية والسعي في شتاتها لوضع بلدانها تحت تصرف ولاية الفقيه الصفوية. وعلى العموم في حال تعثر هذه المبادرة السعودية فقد تؤول الأمور إلى السوء والتعقيد وحينها بالتأكيد لكل حادث حديث مع هذه الجماعة الإرهابية.