من خلال متابعة ردود الفعل في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بشأن ما تم تداوله عن فيديو يوثق قيام شخص يتجول بالمسجد الحرام، ومعه سلاحًا أبيض، ويردد عبارات مشهورة اشتهر بترديدها بعض المنتمين للجماعات والتنظيمات الإرهابية.
حيث أشادت ردود الفعل من داخل المملكة، ومن خارجها عبر وسائل الإعلام بمهارات وكفاءة رجال الأمن بالحرم المكي الذين تعاملوا مع الحادثة بحكمة وشجاعة للسيطرة على الموقف دون إلحاق أي ضرر بزوار بيت الله أو بحامل السلاح الذي لم يراعِ حُرمة المكان، والزمان، وحرمة ترويع الآمنين.
وقد أجمع الكثيرون على إبداء إعجابهم وشكرهم وثنائهم على تعامل وإنسانية رجال الأمن مع الكثير من الحوادث الجنائية والنفسية التي تقع في ساحات وأروقة، وصحن المطاف بالمسجد الحرام، ومنها هذه الحادثة التي انتهت بسلام دون تعرض أي أحد لأي مخاطر بما فيهم المواطن الذي كان يتحصّن بحمل سكين في يده، ويثمنون لرجال الأمن مواقفهم البطولية، وتميزهم الملفت للإعجاب في تأدية واجباتهم ومهامهم الأمنية رغم عدم حملهم أي وسيلة من وسائل الأسلحة الأمنية مما يؤكد ما يتمتعون به من كفاءة ومهارة وجدارة في التعامل مع مثل هذه الحوادث، والتمكن من السيطرة عليها بسلام دون التعرض لزوار بيت الله الحرام.
ومن خلال التوسع في الاطلاع على ردود الفعل كانت هناك تساؤلات؟؟ ومطالبات بتجهيز رجال الأمن بالحرم المكي بوسائل الأمن والحماية من الأسلحة الأمنية المتعارف عليها دوليًا لاسيما مع تكرار الحوادث الجنائية، وما يتطلبه الوضع الأمني من فرض الهيبة الأمنية التي تساعد في ردع أي توجه إجرامي قبل وقوعه، وتسيطر عليه أثناء وقوعه.
ورغم أنني من وجهة نظر شخصية استنبط أسباب عدم تجهيز رجال الأمن بالأسلحة، وبوسائل الحماية الأخرى، ومنها مراعاة حرمة المكان إلا أنني أترك الإجابة على تلك التساؤلات للجهات الأمنية المختصة لإيضاح الأسباب بشكل دقيق ومفصل؛ لإبراز دور وقدرات رجال الأمن العسكريين في الحرم المكي بدون أسلحة، وهو من الإنجازات والقدرات النادرة على مستوى العالم.