المقالات

وباء المخدرات

أصبحت المخدرات بكل أنواعها وأشكالها ومسمياتها المختلفة مشكلة رئيسية تُعاني منها جميع بلدان الوطن العربي..بل هي هجمة شرسة وحرب مدمرة تستهدف مقدرات الأمم جميعًا واقتصادها وأمنها.. وتهدد وتفتك بأعز ما تملك إلا وهم شبابها عدة المستقبل وعماده..
وليس لدي إحصائية شاملة عن نمو وانتشار هذه السموم الفتاكة بين أوساط الشباب العرب وشاباته ومراهقيه ..ولكنني أستطيع القول، ومن خلال ما نقرأه ونشاهده بين الفينة والأخرى عن جهود مشكورة لرجال مشكور مكافحة المخدرات والجمارك السعودية وغيرهم من الجهات الأمنية المختصة، والتي أسفرت عن رصد وإحباط محاولات تهريب كميات ضخمة من هذه السموم الفتاكة إلى داخل المملكة .. والتي كان آخرها خلال الفترة القريبة الماضية رصد وإحباط نحو 18مليون من حبوب الكبتاجون تُقدر أثمانها بملايين الدولارات، والقبض على مروجيها، وهو رقم يدل من حيث الكميات وعدد المهربين على أن الهجمة شرسة ومنظمة..وأن الأمر يتطلب تكثيف الجهود الحازمة والصارمة، وزيادة التنسيق بين جميع الجهات المسؤولة في الوطن العربي؛ لأن الموضوع لم يعد سهلًا بل هو خطر داهم يهدد مستقبل الأمة كلها..حيث يبذل مروجو المخدرات وتجارها كل الوسائل للوصول إلى أكبر شريحة واسعة من الأمكنة ومجتمعات الشباب والمراهقين من الجنسين؛ لإغرائهم وإقناعهم بفاعلية سمومهم وقدرتها على تحقيق رغباتهم..من خلال وسائل الإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي.
ووفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية فإن تعاطي المخدرات والمسكرات بأنواعها المختلفة هي ثالث أهم عوامل الخطورة فيما يتعلق بالوفاة المبكرة وحالات الإعاقة بين الشباب والشابات الذين تتراوح أعمارهم مابين 15و29 عامًا..إضافة إلى ماتحدثه من آثار ضارة على الفرد والمجتمع..وتؤكد الدراسات العلمية إلى أن هنالك العديد من العوامل المؤثرة التي تشكل مصدر خطورة فيما يتعلق بقابلية تعاطي المخدرات بين أوساط الشباب العرب وشاباته، وتأتي في مقدمة هذه العوامل.
تفكك الأسرة… وضعف الواعز الديني والاجتماعي والثقافي.. وبيئة الجوار والمدرسة وطبيعة التفاعل مع الأصدقاء والأقران ..
وبلاشك بأن التصدي لهذا الخطر الكبير الذي ترعاه وتروجو له، وتنميه جهات عديدة تضمر الشر للعالم العربي يتطلب خططًا شاملة ومستمرة تشارك فيها كل الجهات الأمنية والاجتماعية والتربوية والثقافية والإعلامية من أجل الوقوف في وجه هذا الخطر ..ومساندة رجال مكافحة المخدرات والجمارك وكافة الجهات الأمنية الذين نعتز ونفخر بما يبذلونه من جهود وتضحيات في سبيل حماية المجتمعات العربية من هذا الخطر.. ولاشك أن الآباء والأمهات يتحملون مسؤولية المواجهة الأولى، وهي تحصين البيوت من شياطين الجن والإنس….والله من وراء القصد..

———

جدة

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button