لقد استطاعت قيادة المملكة العربية السعودية التعامل مع جائحة كوفيد ١٩ بكل حرفية منذ بدايتها، وبخطوات مدروسة حتى أصبحت نموذجًا فريدًا؛ فقد كان عملًا متقنًا أشاد به العالم كله، وقد شعرنا نحن السعوديين وكذلك المقيمين بذلك، وكان بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين إلى جميع أجهزة الدولة المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة وجعل حياة المواطن والمقيم من الأولويات القصوى. حيث كان لكلمة خادم الحرمين الشريفين في بداية الأزمة أثرها في نفوس المواطنين والمقيمين، ومما قاله -حفظه الله- ورعاه من ضمن كلمته، (بلادكم المملكة العربية السعودية مستمرة في اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية لمواجهة هذه الجائحة، والحد من آثارها مستعينة بالله تعالى ثم بما لديها من إمكانات في طليعتها عزيمتكم القوية في مواجهة الشدائد بثبات المؤمنين العاملين بالأسباب)، وبكل فخر فقد قامت جميع الإدارات بواجباتها على أكمل وجه، وفي مقدمتها وزارة الصحة، وقد قامت الدولة بالإعلان عن مجموعة مبادرات عاجلة وصلت إلى ١٤٢ مبادرة استهدفت الأفراد ومنشآت القطاع الخاص والمستثمرين تجاوزت بقيمتها مائتين وأربعة عشر مليار ريال ٢١٤ مليار ريال، ولكن وللأسف قُوبل هذا الاهتمام من البعض بعدم التمسك بالإجراءات الاحترازية التي تلزم التباعد، ولبس الكمامات، وعدم التجمعات، وكلنا نعرف أن الشعب السعودي من أفضل شعوب العالم ثقافة وتعليمًا وأكثر وعيًا بمستجدات ما يحدث من حوله. إلا أن قلة قليلة جدًا تعتقد أن إقامة المناسبات التي تحتوي علي العدد الكبير من الخراف والحاشي كرم حاتمي بينما في ظل هذه الظروف الصعبة هو إسراف وجلب للأمراض.
إن الزيادة في الإصابات والوفيات قد يوصلنا إلى مرحلة الحجر لا سمح الله ولتفادي ذلك؛ فإني أرى أنه لابد أن تبقى قصور الأفراح وقاعات الاحتفالات والاستراحات مغلقة حتى يتم إعلان منظمة الصحة العالمية انتهاء كوفيد ١٩ من العالم حتى لو استمر لعدة سنوات علمًا أن قصور الأفراح والاستراحات غير موجودة في الدول المتقدمة، ولكنها وللأسف بكثرة في المملكة. وأرى أن يتم مراقبة شديدة لبعض الناس ممن يملكون ضيافات؛ خاصة الذين يقيمون بها الحفلات والمناسبات مخالفين التعليمات، ولكنهم يتحدون الجميع بالتباهي بعرض مايتم على اليوتيوب أو القنوات الفضائية، وأتمنى منع ذلك بتغريم المحتفلين ومضاعفة الغرامة على ملاك هذه الضيافات، وتغريم القنوات الفضائية التي تقوم بعرض ذلك؛ لأن فيه مجاهرة لتحدي الأنظمة والقوانين، وأرى عمل جولات مفاجأة على المساجد، والأسواق، والورش، والمصانع، والمجمعات التجارية، والتموينات الكبيرة، والصغيرة، وعلى المراقبين الابتعاد عن المجاملات، واتباع الاجتهاد والحزم أثناء تأدية عملهم، ولا ننسى مراقبة حلقات الخضار ومحلات بيع المواشي وأيضًا أرى قفل محلات الكوافير النسوية وصوالين الحلاقة حتى انتهاء الجائحة. وأيضًا منع التجمعات القبلية بين قبيلتين تجتمع بالمئات من أجل الإصلاح بين متخاصمين، وأتمنى أن تستمر هذه الإجراءات فيما ذكرت آنفًا حتى انتهاء كوفيد ١٩ من العالم؛ لأن هذه الجائحة خطر يداهمنا في عقر دارنا، ويجب أن ننتصر عليها، ولن يتم ذلك إلا بتكاتف الجهود من الجميع، وأرى مشاركة الجميع في هذه الحرب بالإبلاغ عن أي مخالفات، والله أسأل أن يحفظ لنا قائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، وأن يكون هذا الوطن الغالي في حفظ الله ورعايته، وأن يحتل وطننا المكانة العالية في جميع المجالات؛ ليكون القدوة الحسنة للعالم العربي والإسلامي خاصة والعالم أجمع.