فنٌ يتقنه من يحفظ الود ويترفّع عن العتاب والجدال..
رغم قسوة الجرح الذي نلحقه بالآخرين أو يلحقوه بنا بما يعصف من هفوات النفوس وأخطائها المجبولة على الغفوة والنسيان.. و المزاجية أحياناً و سوء الاتزان.
والغضب للتوافه وما يستجلبه من ألم وعصيان.
تبكيه الأم اذا حلّ بمهجة قلبها أو طاف على سيدها مليك الأكوان..
وانهار له دعامة من الدار بكلمة هدرت وأومأت بإعصار أو بركان
تشتري بدمع العين بيتها وتتوجه بلطف الاعتذار ..
وتطوف كالفراشة تمسح عن جبين بيتها ما سببته كلمات تومئ بدمارٍ وانهيار..
وتستظل تحت ظل الحنية والمحبة وحفظ المودة فترتقي ويرتقي معها عزٌّ وافتخار.
تذري خوفها من سدول أستار حزنٍ فتستجليه بسعادة الأنس وتقديرٍ واحترام..
تعتذر بنظرة خائفة على قلب حبيبها فلا تغمض جفنها إلا والحبّ ظلٌ ووئام..
تخشى على قلوبهم من أي خذلان..
وتبوء بنشر الطيبة والحنان بعليل الأنسام..
كنبع فياض لايغذيه ثقافة ولاعلم ولا حتى حكمة واتزان..
هدفها الأول أن ترفع علم الدار ليرفرف فيه السلام..
عند من اختارته لقصرها عزٌّ وبه وبأحبتها يزدهي الإسلام..
تزرع التسامح والعفو عند المقدرة بما تغزله بسحر البنان..
فتتودد الأرواح الصادقة وينتعش لها الجنان..
لا تسمح أن تكون كلمة آسف للانتقاص عنوان..
بل ترتقي وتعتز بها ولو لم تكن أنت بحق ذاتك غلطان..
تتودد من القريب والبعيد وتمد يد الأمن الأمان..
وتصافحها ليكون الوداد فرشاً لهذا الزمان..
ويكون الحب سراجاً على مر الأيام..
دون أن ترتجي بيادر ذهبية تجنيها، تزرع سنابل الود بعطاء وامتنان..
فالاعتذار عندها شيمةٌ وخلقٌ قويم عند كريم النفس اذا حلّ له الأوان..
وقبوله بودٍّ دون عنجهية وغضب يثور كالبركان..
يفتح الأفق لسماءٍ صافية لا يكدرها برقٌ ولا رعدٌ ولا حلك الغمام..
وإن تلبدت وارعدت فالبشرى بصيبٍ طيبٍ يغسل الأدران..
يتملكنا الخوف من فتح صفحات وجدالٍ كان الأجمل لو استحوذ عليه الكتمان..
ونخشى ان نُقدم العرفان لمن كانوا للبحث عن الخطأ مطيةٍ بكل أوان..
ونَكره أنفسنا إذا كان التدقيق يلوك حياتنا بالكِبر بعد الإذلال بكل عنفوان..
ونلوذ بالروح واثقةً بأنها للمحبة عنوان..
وإن خانتها العبارة وهربت من أطراف اللسان..
تحوك من رسائل المودة ماتجعل صخر قلب ذاك الإنسان..
نبعاً يتدفق الود والعفو والحب والتسامح بأبهر الشريان..
فإن قدمنا الصفح والعفو
فقدره كبير في كل مكان..
ولو كان شمعة محترقة عبر مسؤولياته والزمان..
ومن يَقدُم على الاعتذار فهو كالمجاهد ليبقى الوطن يسوده العز والسلام..
ولن يمارس طقوس الاعتذار المُذِلة أحيانا لمن لا يقدر ثمن الكلام..
فلربما نظرةٌ أو بسمة او رسالة تجدد الحب والتواصل وتسعد لها الأيام..
وإن كان الذنب لايغتفر..
فلم الاعتذار وقد أطاح بكل وفاء وعرفان..
وكان لسعادة الحياة زاهداً لايهمه إلا أنانية ذاك الإنسان..
ويبقى النقي المخلص المحب المود العافي عن الناس منارة لهذا الزمان..
نقتدي به ونولع له شموعاً من حبٍّ وودٍّ بكل بنان..
فالاعتذار شيمة نتصالح بها مع ذاتنا قبل أن نصالح ونعتذر لأي إنسان..