عبدالرحمن الأحمدي

ستعود

أيها المحب أي صبر أنت أهله.. تتحمله نسمات أنفاسك المرهفة، أيها الفاضل أي مصيبة أنت أقوى منها.. مرت وتحملتها أسوار فكرك الكبير، أيها الجميل أي كارثة أنت مروضها.. حلت على أركان كيانك فذابت في أقصى أعماقك، أيها السعيد أي عقبات صعبة تجاوزتها بسهولة وبواسع حلمك.

ومع هذا لم تفارقك ابتسامتك العذبة قط على الرغم من كل ماجرى على رحيب نفسك، لم تفارقك دعابتك المفرحة أبداً على الرغم مما حصل عليك، لم تفارقك جمَلك الساحرة المبعوثة من قلبك لشفاك على الرغم من قسوة تفاصيل الوقت المرهق. طلبت أعالي المجد ونلته، طلبت صفو الطيب وحزته، طلبت رقيق الحب فأسرته. ومشى ممن حولك على خطى حبك الطاهر. أنت الصبر في كل حرف من حروفه النقية ولو نطق الصبر لقال هو الصبر، أنت الصبر في أجمل مختلف معانيه ولو تحدث الصبر لا أشار إليك، أنت الصبر في أسمى عمق مقاصده العظيمة ولو تكلم الصبر لقال: دعوني وشأني فلست في مجمل الأحوال مثله. ليتهم يدركون حسن جمال روحك، ليتهم يعرفون حجم حبك لكل من يحيط بك من إنسان ومكان، ليتهم يفهمون رباطك الوثيق بأطياف البهاء والصفاء والوفاء. ذَكرك أحدهم صدقاً في حضورك بين الناس فأثنى على سماتك الفاضلة، وذكرك الآخر في غيابك فحمد لك صفاتك الحميدة، وذكرت مابين هنا وهناك فأشاد الورى بروعة خصالك الطيبة. وأنت هكذا أينما تذهب وتعود تكون في المجمل في غاية الخلق الرفيع، والسعادة العامرة.

انهض من مكانك فسيزول الألم بلا أدنى شك من أدنى دواخلك وسيظهر لك الأمل من جديد يا أيها الصبور، انهض من مستقرك فسيزول البؤس وأبصم لك على ذلك وستُرسم البسمة على أعلى محياك يا أيها المُشرق، انهض من حيزك فسوف يزول التعب قطعاً وستمضي إلى غاياتك السامية مجدداً أيها الكريم كما في الأمس القريب وأجمل من ذلك. ستعود كما كنت وأفضل مما كنت، ستعود لأنك المحب الصادق، ستعود لأنك الحاضر الداعم والدائم في أول صفوف الخير والمعروف، ستعود لأنك مفتاح من مفاتيح الخير الواسع أيها المبدع الطموح. ليس للفشل قيوداً دائمة فتُذكر، وليس للفشل حدوداً واسعة فتُعرف، وليس للفشل طُرقات طويلة فتُجنب. فالنجاح من المؤكد وجِد لأمثالك من أصحاب القوة والإرادة، والنجاح كُتب لأمثالك من أصحاب المبادرة والريادة، والنجاح نُقش لأمثالك من أصحاب التحدي والإصرار. أنت أهل النجاح المتواصل وعنوانه فتَوثب. أنت حليف النجاح المستمر فانطلق، أنت صديق النجاح الدائم فستصل وستعود في الصفوف الأولى.. وكأن شيئاً لم يكن من الكبدْ والحسرة والندم وسيحتفل المحبون بحضورك الباهي وبعودتك مرة أخرى إلى سلم المجد الخالد أيها الفكر المتوقد في جل أيام الصيف ومعظم ليالي الشتاء.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button