حتى وهي معلبة قد صنعتْ لكَ ولغيركَ إلا أنها تأخذ حيزها في أرواحنا، ونحن الآن نعيشها وبزخم أكبر، فتجدك تستقبل الكثير منها ومن ذات الأشخاص ولكن بوسائل متعددة، ولا ضير.
جميلٌ أن يتذكرك أحدهم في زحام أعماله بذلك النص، وجميل أن تعلم أن المهنئ لازال قائم على العهد، مقيم في الود، مستمسك بعروة الصداقة، وحبال القرب، وخاصة في هذا الزمن الذي تتقلبُ فيه أنتَ على ذاتك، فضلاً عن تقلب الآخرين عليك.
لن تنعم بالرضا مادام الخلق طرائق قددا، فالذي يهنئك في كل مناسبة ترى أن عمله ليس لك، وأنها رسالة متكررة، ولم تكن سوى فرد من جماعة وأنك خارج دائرته الخاصة، والذي تجاوزك إلى غيرك قد دق إسفيناً في نعش علاقتكم، وأنك غير حقيق به وله، والذي ذكرك في العام المنصرم وترك لك فرصة استذكاره في هذا العام قد تبرمت عليه كذلك، وادعيت تغير القلوب وانعدام الثبات.
ولا سبيل للراحة معك ومعهم
أنت يامن ترى عيب “التهنئة المعلبة” هل قمت بتهنئة من له حق عليك بطريقة تناسب ذلك الحق؟
وهل قمت بإعداد خطاب تهنئة يليق بالجميع كلٌ بحسبه؟
لا أعلم الغيب ولكن ما أعلمه أنه أمر مرهق إلى حد كبير، وأحيانا يصل لدرجة المستحيل، ومادام الامر كذلك فاقبل من الجميع جهودهم، ولا تذيع التقطيب أمام ما يستحق الترحيب.
أرسلت لأحدهم “تهنئة معلبة” ذات مناسبة فكان رده يشعرني بالخجل من نفسي وتمنيت لو أرسلت له ما يستحق، فعاد “ساعي البريد” -كما يقال- بوفاء يجلّله الحب، ويحمله الود، ويصنعه جميل العهد.
أدركت برسالته تلك أنه بخير، وأن صحته جيدة، وخفف عني عناء الاتصال ومغبة السؤال، بل ومنحني سكوناً تجاه تلك العلاقة بــ أنها باقية وتتمدد، وأن الأيام ليس بمقدورها تهشيم الأواصر، ونهش العرى.
أخيراً…… هي تهنئة وإن كانت معلبة إلا أنه لم يصحبها خنجر مسموم، ولا سيف مشحون، وأنت بالخيار، ولكن… تذكر أن الصداقات والقرابات تقوم ببذرة الوصل وتستد بماء الوفاء.
0