الجَمَال سفر ذو سكة طويلة الدرب تركض بنا بعيدًا عن رتابة المعتاد وتكرارية الموجود، كما أن ذائقة الأعين مختلفة وممتدة لا يمكن أن نحصرها تحت وطأة جمال واحد أو نمط جمالي معين.
فبهذا المنطق يتلف الجمال ويفقد توهجه، لا محدودية ولا أزمنة قادرة على حصر مظاهر الجمال، فكل ما هو حولنا يسافر بنا إلى سكة جمالية لا محدودة.
فهناك الابتسامة، الكلام الإيجابي، مد المساعدة دون طلب، الكتب التي نقرأها وتناسب الذائقة الفكرية تُعد جَمَال، التقاطات الصور تعمل بتنشيط التغذية الجمالية البصرية لدينا، موسيقى عابرة استمالة سمعنا فتركت جمال سمعي لذيذ.
كل ما في الحياة جميل متى ما أردنا ذلك حتى في بعض الانكسارات جَمَال يصنع تغيرات في ذواتنا ويُصقل فينا أمورًا غفلنا عنها. لغة الجمال واسعة، وذات أثر مفهوم على الجماليين الّذِين يبحثون عن الجمال في أشد المحالك ضيقًا فكل ما في الحياة يمكننا أن نصنفه قيمة جَمَالية.
حيثما تكونوا في أي لحظة اسعوا في العثور على الجمال من حولكم. صورة، سطر من شعر، سحابة خارج النافذة، نخلة تسمو بالرفعة والنفع الدائم فالجمال يرتّب العقل.
التعرض لمصادر الجمال من أهداف الوجود، ومغذيات العيش، وموارد التأمل والتفكر، لطالما كان الجمال بابًا نطرقه في كتابة واطلاع كما نخطو نحو حديقة غناء في نهاية يوم مجهد..
أحسنتِ الوصف، وألمحت إلى معين من مساند العقل ومقويات الكد، وزاد الجد وجزاء الجهد، دام الجمال لك وإليك ومنك، تحياتي..