قبل عدة أيام استمعت الى محاضرة مرئية أقامها نادي “مكة” الثقافي الأدبي بالتعاون مع مجمع اللغة العربية بمكة المكرمة، وشارك فيها عدد من الباحثين من مختلف دول العالم، وكانت محاضرة قيّمة ومفيدة بكل ما تعنيه الكلمة؛ لكونها تتحدث عن أهمية اللغة العربية التي هي لغة القرآن الكريم.
إلا أنني استمعت إلى جُملة من المداخلات اليائسة التي تترحم على ماوصل إليه حال اللغة العربية والخوف الشديد من اندثارها وانعدام الناطقين بها، وكم كنت أتمنى أن يتذكروا قول الله عز وجل: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) فلا خوف على لغتنا العربية لغة القرآن الكريم التي أكّد لنا الله حفظه.
وعندما نتحدث عن الاهتمام باللغة العربية؛ فيجب أن نُشِيد بمبادرة مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل -يحفظه الله – تلك المبادرة المُنبثقة من حزمة مبادرات هدفها (كيف نكون قدوة ؟) وكانت تلك بعنوان: كيف نكون قدوة بلغة القرآن ؟
وقد لاقت المبادرة صدىً كبيرًا وقبولًا سريعًا وانتشارًا واسعًا ليس على مستوى منطقة مكة المكرمة فحسب بل على مستوى المملكة العربية السعودية كافة.
وكم هو محزن أن تسمع بعض مثقفينا يُضيف المفردات الأجنبية على نَصِّه العربي أمام مجموعة من المستمعين والمشاهدين العرب ظنًا منه أن ذلك دليلًا على ثقافته وسعة اطّلاعه، وقد يُلَمِّع صورته أمام الآخرين ويزيدها رونقًا وجمالًا !!!
والمحزن أكثر مشاهدة مسؤول رفيع المستوى في إحدى الدول العربية في لقاء إعلامي مع نظيره من دولة الصين؛ حيث كان المسؤول العربي يتحدث باللغة الفرنسية والإنجليزية عوضًا عن العربية بينما نظيره الصيني يجيب على أسئلة الإعلاميين باللغة العربية الفصحى !!! يالها من مفارقة عجيبة.
لكن في الوقت ذاته نحن نعلم جميعًا أن من تعلّم لغة قوم أمن مكرهم؛ ولذلك لابد أن يكون من بين أبناء وطننا الحبيب من يُجيد اللغات العالمية الأخرى تحدثًا وكتابة، وبصفتي مستشارًا أمنيًا؛ فإنني أفتخر أن القطاعات الأمنية بالذات تزخر بعدد لابأس به من الشبان والفتيات الذين يجيدون لغات العالم، ويستفيدون منها في مجالهم الأمني رغم أننا كنا إلى عهد قريب نستعين بالمترجمين إذا واجهتنا قضية أمنية أحد أطرافها غير ناطق بالعربية.
وقد أحسن صنعًا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، عندما وَجَّه بإدراج اللغة الصينية كمقرر على جميع المراحل التعليمية في المدارس والجامعات السعودية.
لذلك أرى أنه يجب الاهتمام باللغة العربية باعتبارها اللغة الأم ولغة القرآن الكريم، وفي الوقت ذاته تشجيع أبنائنا على تعلُّم اللغات الأخرى؛ لنحافظ على وطن طموح ومجتمع حيوي واقتصاد مزدهر بإذن الله.
—————
مستشار أمني
أحسنت القول
بارك الله فيك
اشكرك ياباشمهندس يكفيني مرورك
شكرا ابا رايد
شكراً يا وجيه