في عملي عادةً ما أقضي وقت الراحة أو ما يُعرف بالبريك بقراءة المقالات، وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، وقرأت ذات يوم مقالًا عن التحرش بالأطفال والمعروف بالبيدوفيليا (Pedophilia)، وكيف أنه بحد ذاته اضطراب، استوقفتني كلمة اضطراب، والتي تعني بمفهومها المختصر عدم انتظام، ومفهوم الكلمة أوسع من ذلك.
في العادة عند قيادة السيارة غالبًا ما نجد مفهوم الاضطراب يتجلى أمام أعيننا حين نرى مجموعة أشخاص يقومون بالتجاوز من خط الطوارئ معرقلين بذلك حركة السير، أو عند الاصطفاف للدوران للخلف – مايعرف باليوتيرن – نجد أشخاصًا يسارعون من أقصى اليمين للدخول أمام السيارات، ضاربين بقوانين المرور عرض الحائط، والأمثلة لاتقف عند هذا وهي أكثر، هذا ما أُطلِقُ عليه الرودوفيليا! والتي أعني بها اضطراب الطريق أو التحرش بالطريق، هذا الاضطراب السلوكي والناتج عن قلة الوعي، تبعاته أعظم من مجرد عرقلة سير، وبالرغم من جهود حكومتنا الرشيدة – حفظها الله – نحو تعزيز الجوانب التوعوية، ونشر ثقافة السلامة المرورية باستخدام التقنيات الحديثة في متابعة حركة السير ورصد المخالفات، إلا أننا نجد ما أُسميهم قطيع الرودوفيليا، ودون وجود أي مبرر قد أخذهم شبق الطريق غير مبالين بسلامتهم وسلامة من في الطريق! متجاهلين بذلك كل الأعراف والآداب العامة! وفي طريقي للعمل والذي يبعد ١٠٠ كم من المنزل، وبحكم طول الطريق أراهم ينشطون بكثرة. فأخذتني خانة الذكريات؛ لأتذكر كلام أخي لي عن زيارته لإحدى المستشفيات وحديثه مع شاب تحطمت عظام كتفه إثر حادث مروري، وقولُـهُ له إنها كانت مجرد لحظة وفي أقل من ثانية !
إن لم تكن منهم عزيزي القارئ فهنيئًا لك بذلك، استمر على ما أنت عليه، واصبر على أذاهم فأنت ممن اتخذوا النبي – صلى الله عليه وسلم – أسوةً حسنة في آداب الطريق، وأنت لغيرك قدوة، وأنت من عبادِ الرحمن الذين يمشون على الأرض هونًا.
أما أنت أيها الرودوفيلي المتطرف! أنصحك وبشدة إن لم تُجدِ الحملات التوعوية معك، بالذهاب للعلاج، لاعيب في ذلك، والعيب في استمرار تطرفك!
أتمنى زيادة الوعي المجتمعي عمومًا والوعي المروري؛ خصوصًا لرفع الثقافة التنظيمية بين أفراد المجتمع، ومملكتنا الحبيبة اليوم متوجهة نحو المستقبل تسابق العالم بخطى متسارعة ومثل هذه السلوكيات الخاطئة تُسيء لنا جميعًا علاوةً على ماقد تسببه من حوادث ووفيات، كما أقترح باستحداث عدة أنظمة مرورية للحد من الظاهرة الرودوفيلية، كسحب رخص القيادة بناءً على عدد المخالفات المرورية، وتفعيل مايعرف بنقاط المخالفات المرورية؛ لتشديد العقوبة في حال التكرار وهذا يأتي ثانيًا، أما أولًا، وهو الأهم الخدمة المجتمعية المتعلقة بحوادث المرور للمخالفين المتهورين، والتي تساهم في تقويم السلوك الثقافي التنظيمي، والتي تعزز جوانب احترام النظام، منها على سبيل المثال لا الحصر خدمة مصابي الحوادث المرورية في المستشفيات لتأثيرها على النفس؛ وذلك للعظة والعبرة أعظم من مقال يُكتب أو رسالة ترسل، لا أراكم الله شرًا في من تحبون..
مقال جداً رائع وفعلاً لابد من زيادة التوعية في هذا الموضوع .
مقال رائع ويستحق التأمل والدراسة من المختصين ، لكن ما استوقفني في المقال حالة الفوضى في طرق المدن التي نعيش فيها ويجب النظر في ذلك بجدية ، وبالذات مع قرار الحكومة بالسماح للمراة بالقيادة ، وأزعم ان سبب المشكلة ليست فردية ، والدليل على ذلك كثرة الحوادث والمشاحنات على الطريق ، وقد يكون من الاسباب المباشرة لذلك التخطيط السيء للطرق ومساراتها ، وكذلك الوعي المفقود والواجب التحلي به ،فنحن قبل ان نحكم على الشيء مطالبون بالنظرة الشمولية للمشكلة
احسنت بارك الله فيك
مقال رائع ويلمس معاناه 90 ٪ من قاطني الطريق ،، ويجب النظر بعين الاعتبار من الجهات المختصه لحل هذهِ الظاهره السلبيه .