د. جرمان الشهري

الفيلم النسائي

التعامل مع (بعض) النساء كالمشي على المناطق الملغومة، فالمرأة من هذا النوع عندما يُسند لها أي مهمات تغرق في التفاصيل ولا يهمها الإطار العام بقدر دقائق الأمور التي قد تكون في عُرف الرجال ثانوية، فمثلًا لو مُنحت القيادة لسخرت نفسها لتفاصيل العمل، وتركت الأهداف النهائية والخطط الاستراتيجية العليا التي أنشئت المنشأة من أجلها، ولو تولت مسؤولية بناء مسكن لاهتمت بالديكورات والتصاميم الخارجية دون أن تلقي بالًا على جاهزية الأرض والأساسات، وما يجب أن يقوم عليه المبنى من الصلابة والمتانة وقوة التحمل، فكمية ونوعية التسليح والتأسيس لا تُوليه اهتمامها بقدر ما تعطي جُل تركيزها على المنتج النهائي كواجهة جاذبة ولافتة للأنظار ..
وأظن هذه النظرة القاصرة من قبل المرأة هي نفس مقياسها ومعيارها في قياس الأهميات والأولويات بحياتها الشخصية، وتأتي هذه الحالة من عادتها (الفطرية) التي جُبلت عليها كأنثى في الاهتمام بمظهرها الخارجي، وما يتعلق بملبسها ومكياجها دون الالتفات إلى الجوهر والمضمون ..

ولذلك فإن التعامل مع هذا النوع من النساء في الغالب متعب جدًا ومقلق للغاية لاستغراقه في تفاصيل غير مهمة بالنسبة للرجل..
قال لي أحدهم، تعاملت مرة مع امرأة لتنفيذ عمل ما، فإذا بها اعتمدت على صورة صامتة وديكور غير ناطق لتنفيذ ذلك العمل، وعندما تم التنفيذ، رفضت المنتج النهائي بسبب عدم توافقه مع ماتتصوره في مخيلتها، ومن ثم طلبت مني إعادة العمل مرة أخرى ومن جديد ليتناسب مع هواها، ولكوني لم أقبض ثمن عملي رضخت لتعديلاتها نزولًا عند رغبتها فهي صاحبة الشأن وصاحبة القرار، وبعد التعديل حسب ما وجهتني به بالرغم من عدم قناعتي كخبير في ذلك الشأن، أتيت لها بالمنتج بالمواصفات التي تريد، وتوقعت أن العمل انتهى بهذه المرحلة، ولكن هيهات فلا زال للمعاناة بقية ..
ويالها من نتيجة صاعقة ومخيبة للآمال، فقد استشارت (صويحباتها) أثناء تعديلي للعمل، فأشرن عليها بأن العمل الأول أفضل بكثير من العمل الأخير المعدل ..
هنا خفت حدة اللهجة معي، وبدأت تخاطبني بأسلوب ألطف من أسلوبها السابق العنيف الذي كانت تلومني من خلاله بجميع الكلمات المنتقصة من مهنيتي ومعرفتي؛ حيث اعترفت لي أخيرًا بأن العمل السابق هو الأفضل، وطلبت مني العودة مجددًا لتنفيذه ..
وبعد هذا (الفيلم) النسائي الممل، أخذت على نفسي عهدًا بأن لا أدخل مع أي امرأة بأي اتفاقية عمل مهما كانت النتائج، ورزقي على الله.

د. جرمان أحمد الشهري.

Related Articles

5 Comments

  1. ارى ذلك لحكمة الله في خلقه حتى يتحقق التكامل الذي اودعه الله بين الرجل والمرأة في هذه الدنيا فنحن بحاجة القلب إلى جانب العقل لموازنة الامور فسبحان من خلق وابدع

  2. مهما بلغت النساء من العلم والفكر ونالت على اعلى الشهادات تفكيرها يبقى محدود فهي خلقت ضعيفه وخبرتها محدودة .. وعلى قول المثل كلمه بتوديها وكلمه بتجيبها .. بعكس الرجل .. مقال جميل يادكتور ???

  3. الأخوان الكريمان ..
    أبو سامي
    وأحمد الزهراني
    أشكر لكما المداخلتين الرائعتين ، وصباحكما سعيد مع بزوغ هذا الفجر الرمضاني الكريم .

  4. المرأه بطبيعة الحال وفي النواحي الجمالية هذا هو مايعنيها وماتبحث عنه بالدرجة الأولى ربما باقي الأمور لاتنظر لها بالشكل الجدي لأسباب كثيرة لعل أهمها قلة معرفتها وأيضاً الثقة وأحياناً هم أكثر من ينساق خلف الدعايات التي يشوبها كثيراً من التظليل ويصدقونها.
    تحياتي لكاتب المقال أبو وليد

  5. شكراً أخي عبدالله بن عيد على مرورك وتعليقك الضافي ، تحياتي وامتناني .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button