بعد أن حدّد سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، عرّاب رؤية المملكة الطموجة 2030 ومهندسها الأوّل – يحفظه الله – مسار مملكتنا العزيزة، وقادها للسير في الخط “الأخضر” لتولي قيادة الحقبة الخضراء القادمة، ورسم لها – وبرؤية ثاقبة وفكر نير – أبرز معالم خارطة طريق ذات معالم واضحة وأهداف طموحة، وذلك بإعلانه – رعاه الله – لمبادرتي: “السعودية الخضراء”، و”الشرق الأوسط الأخضر” في وقت سابق من هذا العامّ، تناول – رعاه الله – أهم الإنجازات التي تحققت في الأعوام الخمسة الماضية من انطلاق رؤية المملكة 2030، وعدّد أبرز ما حققته “الرؤية” من برامج ومشروعات، مؤكدًا سمو سيدي ولي العهد، رغبة المملكة بالمحافظة على نفس مستوى جودة الحياة وأفضل مع مرور الزمن والاستمرار في النمو، وقال في هذا الصدد: “نحن السعوديون نريد أن نحافظ على نفس مستوى الحياة وأفضل مع مرور الزمن ونستمر في النمو في المستقبل”، وعن اهتمام سموه بالبيئة، سواء داخل المملكة أو خارجها، أكد سموه السعي لإعادة البيئة إلى طبيعتها بالشكل السابق، مشيرًا إلى أن جمال البحر الأحمر يتمثّل في “البيئة”، وأن السائح السعودي أو غير السعودي عندما يزور البحر الأحمر، يرغب في أن يستمتع بالبيئة؛ حيث يريد شاطئًا نظيفًا، ويريد شُعبًا مرجانية حية، كما يريد مياه نظيفة، وأيضًا يريد ثروة سمكية جيدة، وإذا دمرت البيئة.. فأنت قد دمرت كل فرص السياحة، السياحة قائمة على خدمات فعلية ومواقع تاريخية أثرية وبيئية، مضيفًا – حفظه الله – في هذا الخصوص: “هذا جانب، الجانب الآخر يمكن يعرفه من هم في جيلي أو جيل ما قبلنا، كانت مثل حجم العواصف الرملية أقل بكثير قد تكون أقل 70% من أن يُعاني منه اليوم، وهذه خطيرة على أطفالنا وعلى حياتنا كمية الغبار التي نستنشقها في فترات وأيام كثيرة من أيام السنة، تأثر على الوضع الصحي، وتكلف القطاع الصحي تكاليف كبيرة جدًا في المستقبل بلا شك نريد أن نُعيد البيئة إلى طبيعتها بالشكل السابق”. وأكّد سموه أن “البيئة” تعد أحد أعمدة الحياة، وأن للبيئة أثر مباشر على كل المستهدفات الاقتصادية للمملكة، من سياحة، وجودة حياة، واستقطاب لرؤوس الأموال والعقود، وأنه لكي تحافظ على العقود والاستثمارات السعودية، فيجب أن تقدم جودة حياة مميزة، قائلًا في هذا الشأن: “انخفض الغطاء النباتي في السعودية في الخمسين سنة الماضية تقريبًا بنسبة 70%، فكان هناك مستهدف وهو رفع الغطاء النباتي إلى 200% في 2030 والعودة إلى وضعنا الطبيعي، وما تم إنجازه في الأربع سنوات الماضية أنه ارتفع الغطاء النباتي بنسبة 40% وكان له أثر بانخفاض العواصف الرملية بنسبة 30% أو أكثر، كان له أثر كبير جدًا لزيادة منسوب الأمطار السنوات الماضية؛ لأن الغطاء النباتي يزيد الأكسجين، والأكسجين يساعد السحب المارة مع تكوين الأكسجين الذي يحدث من الغطاء النباتي يكون فيه منسوب مياه جيد أو أفضل من الأمطار، وهذا لاحظناه أواخر السنتين الماضيتين بسبب رفع الغطاء النباتي بنسبة 40%؛ حيث تم تطبيق سياسات كثيرة لتحقيق هذا الشيء، وعودة على مركز الحكومة، وزارة المياه لا تستطيع أن تعمل فيها شيئًا بدون إستراتيجية واضحة مع كل الجهات، فكانت وزارات العمل والبيئة والداخلية ووزارات عدة بتحقيق كل هذه المستهدفات، مثلًا في الداخلية أُنشئ القطاع الأمني البيئي للمحافظة على البيئة وسنت قوانين لمنع الاحتطاب، مما ساعد على رفع الغطاء النباتي إلى نسبة 40%، هذه المستجدات وجدت فرصًا مختلفة جدًا بتجارب عملت في مناطق المملكة، أهمها التجارب في الهيئة الملكية في مدينة الرياض؛ حيث كانت هناك أشجار برية تكلف الأشجار أقل من 70 ريالًا لكل شجرة وفقط كل ثلاث سنوات الأولى أو كل سنة شهر مرة، ثلاثة أشهر مرة والسنة الثالثة تصل إلى مرتين بالسنة فقط، بعدها تستطيع أن تعيش مع الطبيعة فهذه ولّدت طموحًا أكبر لو وضعنا مبلغًا معينًا سنويًا كم نستطيع أن نغرس شجرة في السعودية حتى نصل إلى مستهدف عشرة مليارات شجرة، طبعًا الميزانية هي التي تحكم، هل حقق عشرة؟ أو خلال 30 سنة، لكن هذه ستغير كل الأرقام في الغطاء النباتي بدلًا من 200% سترتفع أكثر من 1100 على عشرة، وثلاثين سنة حسب ما ننتهي من ميزانية عشرة مليارات شجرة، فالموارد البيئة كثيرة جدًا سواء على المستوى الشعب والشواطئ، سواء على مستوى الغابات في جنوب السعودية أو الاستزراع أو غيرها من المبادرات، أو حتى داخل المدن مثل الرياض الخضراء أو الحدائق أو غيرها، أثرها مباشر على السياحة وعلى جودة الحياة، حتى نستقطب رؤوس أموال تريد أن تستقطب عقودًا داخل المملكة، وتريد أن تحافظ على العقود السعودية والاستثمارات السعودية فيجب أن تقدم جودة الحياة مميزة وأحد أعمدة جودة الحياة هي البيئة، فالبيئة لها أثر مباشر على كل المستهدفات الاقتصادية للمملكة سياحة جودة حياة استقطاب رؤوس أموال استقطاب عقود إلى آخره. منوهًا – يحفظه الله – بإنشاء مكتب إستراتيجيات لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بلجنة الإستراتيجيات برئاسة سموه، وتحت مجلس الشؤون الاقتصادية لترجمة الرؤية ووضع الإستراتيجيات لكل من قطاع الإسكان, والطاقة, والصناعة, وجودة الحياة وغيرها من الإستراتيجيات والبرامج التي أُنشئت في “الرؤية”.
وفي ختام هذا اللقاء التلفزيوني المهم، الذي بثه التلفزيون الرسمي وأهم شبكات التلفزة العربية والعالمية، أكّد سمو سيدي ولي العهد – رعاه الله – أن المواطن السعودي أعظم شيء تملكه السعودية للنجاح، وأنه بدون المواطن لا نستطيع أن نحقق أي شيء من الذي حققناه، بقوله: “إذًا هو غير مقتنع بالذي نعمل فيه، وإذا هو ليس جاهزًا لتحمل المصاعب والتحديات، وإذا لم يكن مستعدًا لأن يكون جزءًا من هذا العمل، سواء كان موظفا حكوميًا أو وزيرًا أو رجل أعمال أو موظف في القطاع الخاص، أو أي مواطن في أي عمل يعمل فيه، فإنه بلا شك كل الذي نقوله فقط حبر على ورق”، كما أوضح سموه الكريم – حفظه الله – أن المملكة حققت إنجازات كبيرة جدًا في الأربع سنوات الماضية، وسنحقق أكثر إلى عام 2025، وإن شاء الله من ازدهار إلى ازدهار.
—————————
* عميد معهد البحوث والدراسات الاستشارية بالإنابة.
* أستاذ مساعد الهندسة البيئة والمياه بكلية الهندسة والعمارة الإسلامية.
* مستشار مركز إدارة المخاطر والأزمات (سيف)، بجامعة أم القرى بمكة المكرمة.
0