أ.د.عبدالرزاق حمود الزهرانيإيوان مكة

بين السَّرَّاء والضَّرَّاء…

قبل كرونا أقام قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في جامعة الإمام حفلا مبسطا بمناسبة تماثل الزميل الأخ عبدالله بن حسين الخليفة للشفاء، ولم أتمكن من الحضور، وقلت هذه القصيدة، بمناسبة تماثل الزميل أ. د. عبدالله بن حسين الخليفة للشفاء، نسأل الله أن يجمع لك بين الأجر والعافية، وأن يطيل عمره على طاعة الله.

لكل بلاءٍ وصفةٌ ودواءُ
ولكننا عن بعضها جهلاءُ

مكابدةٌ في الأرض جل حياتنا
ولن تلقَ حياً ما دهاهُ بلاءُ

ولن تلق حيا لم يُلمَّ به الأذى
تمر به السراءُ والضراءُ

تساوت جموعُ الناس تحت نصالِها
يصابُ بها الجهالُ والعلماءُ

يصابُ بها من يملكُ المالَ والغنى
يصابُ بها الحُكَّام والأمراءُ

عدالتُها فاقت عدالةَ حاكمٍ
يُشيدُ به الأهلونَ والغرباءُ

وما كلُّ داءٍ لو تعاظم قاتلٌ
وما كل وصفات الطبيبِ دواءُ

***

أبا عمرٍ لم يحمل الداء وحدهُ
بآلامه حلَّت بنا البُرَحَاءُ

إذا مرضَ الشخصُ الذي في قلوبنا
مرضنا وضاقت حولنا الأرجاءُ

وإن يشقَ إنسانٌ كريمٌ بعلَّةٍ
يحلُّ بساحِ الأكرمين شقاءُ

***

أبا عمرٍ مرت عليك سحابةٌ
هي الألمِ المضني هي اللأواءُ

صبرت وقاومت البلاءَ كفارسٍ
يهاجمهُ في داره غُــرباءُ

تجاهدُ لا من أجلِ نفسِك وحدها
ولكن ليحيا صبيةٌ ونساءُ

إذا عشت عاشوا في قرارٍ وغبطةٍ
فأنت لهم في النائباتِ ضياءُ

سلاحُك إيمانٌ وعزمٌ وهمةٌ
سلاحُك ربٌ راحمٌ ودعاءُ

هو اللهُ ربُّ الكونِ يعلم سرَّنا
وأن دعاءَ المؤمنين شفاءُ

ويعلم ما يَخفَى وما هو معلنٌ
وما تفعلُ الضَّراءُ والسَّراءُ

***

أبا عمرٍ كم قلعةٍ قد بنيتها
يقودُك في كل الدروبِ سخاءُ

سخاءٌ بعلمٍ أو بمالٍ ونجدةٍ
لمن ساقَهُ نحوَ الكرامِ رجاءُ

ولستم كمن خانَ الصداقةَ وانبرى
لأصحابهِ وكأنَّهم أعداءُ

ولم يرعَ حقَّ (الملحِ والزادِ) معهمُ
وليسَ له مثلُ الكلابِ وفاءُ

قليلُ حياءٍ من يُجافي صديقَهُ
ومن مثلِه كم يحذرِ الشرفاءُ!!

وما كلُّ من ساعدتهُ لك ساعدٌ
وما كلُّ من صاحبتهم نبلاءُ

وكم من أناسٍ يملكون خزائناً
وإن ذُكرت أخلاقُهم فقراءُ!!

***

أبا عمرٍ رُمتَ المعالي ولم تكن
لترضى بما يرضى به الضُّعفاءُ

لقد كنتَ كالنجمِ المحلِّقِ في العلا
وما همَّكَ الألقابُ والأسماءُ

مرضت وكلٌ في الحياةِ معرضٌ
لما كنتَ فيهِ والحياةُ عناءُ

مكابدةٌ في الأرضِ جُلُّ حياتنا
وقد يعتريها هدأةٌ وصفاءُ

وكم من تفاهاتٍ نعادي لأجلِها
تباعدَ عن أوصابِها العقلاءُ

ونأيُكَ عن بعضِ المواقفِ حكمةٌ
ومشيُكَ في بعضِ الدروبِ غباءُ

ومن سننِ اللهِ الجليَّةِ للورى
بأن نهاياتُ الجميعِ فناءُ

ومهما يطلْ عمرُ الفتى فهو راحلٌ
وكلُّ جموعِ الناسِ فيه سواءُ

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى