تُعد عملية استقطاب الموظفين الموھوبین والمتميزين للعمل في إدارات المراجعة الداخلية، أحد أهم العوامل الأساسية للوصول إلى درجات التميز المطلوبة، لتحقيق خطط وأهداف الإدارة العليا من خلال تقديم التأكيدات المعقولة لبلوغ لمنظمة لأھدافھا، وتقییم كفاءة، وفعالیة عملیات الحوكمة، والرقابة وإدارة المخاطر للمنظمة ككل.
إن توفر المعرفة الكافية والخبرة المناسبة والموھبة اللافتة في منسوبي إدارة المراجعة لأي منظمة لهي من العوامل المھمة، فهذه العناصر مجتمعة بمثابة الركن الأساس والقاعدة المتينة في تحقيق النجاح عند القيام بتنفيذ أي مھمة من مهام المراجعة الداخلیة، إذ تساعد كثيرًا في تحسین عملیة إيصال النتائج المرجوة، وكذلك تقبلها من الإدارات المعنیة، والأھم من ذلك أنھا تقوم برفع مستوى المعرفة والخبرة مما یسھم إیجابًا في زیادة ثقة المراجع في نفسه وقدراته على مناقشة الموضوع الذي یتم طرحه، وأيضًا تسهم في رفع درجة الثقة لدى الطرف المقابل -أي الإدارات المعنية – بأعمال ومهام المراجعة الداخلية.
وللتدليل على ما تمت الإشارة إليه فقد أوضح معیار المراجعة الداخلیة رقم 1210، وبشكل جلي إلى أن المراجعين الداخليين لابد من أن يمتلكوا المعارف والمھارات والجدارات اللازمة لتنفیذ مسؤولیاتھم المھنیة بكفاءة وفاعلیة.
وأوضح المعیار.. أن المھارة تشمل مراعاة الأنشطة الحالیة والاتجاھات والمواضیع الجدیدة الناشئة بما یمكن المراجعین الداخلیین من تقدیم المشورة والتوصیات الملائمة.
ومن أهم الوسائل لاكتساب المعرفة والخبرة، فمنها ولا شك الحصول على الشھادات والمؤھلات المھنیة المناسبة، مثل شھادة المدقق الداخلي المعتمد، إلى جانب ضرورة أن يتصف المراجعین الداخلیین، ويتمتعوا بمھارات شخصية، مثل الأساليب الفعّالة للتواصل، والحوار، والتفاوض، والإقناع، مع السعي الحثیث على تطویرھا بصفة مستمرة.
وفي هذا الصدد نشير إلى أنه تقع على عاتق مدير إدارة المراجعة، مسؤولية التطوير المستمر والتوجیه والإرشاد الدائم لزملائه من المراجعین الداخلیین، والتأكيد علیھم بحضور الملتقیات والمؤتمرات والندوات ذات العلاقة، وترشيحهم للمشاركة في الدورات والبرامج المهنية، وحثهم على نيل الزمالات المهنية، واطلاعهم على آخر المستجدات في مجال تخصصهم، مما سیسھم إیجابًا في تحقیق التوقعات والتطلعات لإدارة المراجعة الداخلية التي ينضوون تحتها.
وختامًا، لابد لمدیر إدارة المراجعة الداخلیة أن یأخذ ھذه التحدیات بعین الاعتبار؛ لاختيار واستقطاب ذوي الكفاءة والمعرفة والخبرة في مجال المراجعة الداخلية، ليتمكن من الوصول هو وفريقه الذي يعمل معه إلى تحقيق الأهداف التي طلبتها الإدارة العليا، بل وبأسلوب متفرد ومتميز في عالم المراجعة، لا سيما وأن ھناك العدید من الموھوبین من أبناء الوطن ينتظرون أن تُتاح لهم الفرص لإظهار مواهبهم بعد الحصول على وظائف شاغرة، ومن ثم بدء انطلاقتهم للعمل في عالم المراجعة الداخلية.
———————
“مدير إدارة المراجعة الداخلية في مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع “موهبة”