في مواسم العمرة الاعتيادية كل عام يبرز الجهد الأمني كأهم أركان العمل الكبير الذي تقدمه حكومتنا الرشيدة للمعتمرين؛ فيتلقى الإعجاب والثناء والدعاء من كل معتمر وزائر، ويلاحظ الجميع في كل عام التطور الكبير في الخطط والإمكانيات الموفرة للتنظيم وحفظ الأمن للمحافظة على سلامة المعتمرين.
لكن ظروف جائحة كورونا، وما أحدثته من تأثير على أسلوب الحياة بشكل عام ألقت هذا العام بظلالها على إجراءات تنفيذ موسم العمرة هذا العام؛ فالقرار لم يكن سهلًا والمتطلبات هائلة وإجراءات التنظيم والتنفيذ معقدة في ظل الحاجة إلى تطبيق دقيق للإجراءات الاحترازية؛ للمحافظة على صحة وسلامة المعتمرين والمصلين، ومنع أي تفشي للفيروس القاتل.
المؤتمر الصحفي لقيادات قوات أمن العمرة المشاركة في شهر رمضان لعام ١٤٤٢ﻫ، الذي عُقد في العاصمة المقدسة أوضح الكثير من الخطط الموضوعة وأساليب العمل المتبعة، فالحصول على التصاريح اللازمة لأداء مناسك العمرة وأداء الصلاة في المسجد الحرام شرط أساسي للوصول إلى المسجد الحرام كما أن الالتزام بالإجراءات الاحترازية المطبقة لمنع تفشي الوباء وضع كأولوية قصوى. تنظيم استقبال سيارات المعتمرين في المواقف المخصصة، وتسيير نقلهم بواسطة وسائل النقل العام حظيت بالاهتمام كإجراء تنظيمي هام وتجربة متميزة يمكن استدامتها في تنظيم الوصول إلى المنطقة المركزية مستقبلًا.
كما أن تنظيم وتأمين الطرق المؤدية إلى مكة المكرمة يُساهم في سهولة الضبط الأمني، وتيسير إجراءاته باستخدام أفضل الوسائل التقنية مع الحرص على تقديم المساعدة الإنسانية على الطرق. أعمال الدوريات الأمنية حول ساحات المسجد الحرام والطرق المؤدية إليها، سواء كانت دوريات متمركزة أو متحركة أو دوريات راجلة رسمية وسرية تساهم في حفظ الأمن، ومباشرة البلاغات والحالات الجنائية في المواقع المزدحمة. الدفاع المدني رفع الجاهزية من أجل التعامل مع المخاطر التي قد تقع؛ وذلك من خلال التركيز على الجوانب الميدانية، ومنها الجانب الوقائي وتكثيف أعمال الكشف الوقائي على المنشآت المهمة، وفي مقدمتها منشآت الإيواء ومساكن الزوار والمعتمرين من أجل التأكد من جاهزية أنظمة الوقاية، والحماية من الحريق ورصد وتلافي أي ملاحظات تتعلق بالسلامة، وكذلك تكثيف وجود فرق ومراكز الدفاع المدني، ومجموعات التدخل السريع المنتشرة في أنحاء العاصمة المقدسة، ومداخل مكة المكرمة؛ لتحقيق زمن استجابة مثالي، وكذلك نشر وحدات التدخل السريع، وفرق الدراجات النارية في العديد من المواقع لسرعة مباشرة البلاغات الواردة، إلى جانب أعمال الحماية المدنية المتمثلة في أعمال الرصد، والتطهير، والإخلاء الطبي، والإيواء.
أعمال تذكر فتشكر لحكومتنا الرشيدة ممثلة بوزارة الداخلية بقيادة سمو وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود، ونائبه ومساعديه من القيادات الأمنية، وهي أعمال تتطور في كل عام، وتثبت جدارتها هذا العام بتحدي الجائحة، وتنظيم موسم عمرة آمن منظم يشهد بذلك المعتمرون، ويشاهد ذلك بإعجاب كل من يُتابع شاشات البث التلفزيوني في كل أصقاع الأرض، فليس لهم منّا إلا الدعاء بالتوفيق، وتحقيق المزيد من النجاح خدمة لضيوف الرحمن، ذلك الشرف العظيم الذي منحه الباري -عز وجل- لبلادنا فتحملت الأمانة بكل شجاعة، وتنفذ المسؤولية بكل اقتدار.