المقالات

قبل الرحيل…

هذه الأيام المباركة العشر الأواخر من رمضان.. لايخفى فضلها على بار ولا فاجر، وهي فرصة عظيمة للتوبة النصوح بجميع شروطها قبل أن يحل أمران: موت مفاجئ أو كشف ستر، ونسأله أن يهدينا “مدام يمدينا”، وأن لاتكون توبة المستخفي من الناس المصلح ظاهره للخلق ومفسد باطنه مع الخالق ناسيًا ومتجاهلًا عظمة الله وقدرته الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، فإنه يعلم السر وأخفى.. ولكن ما قدرنا الله حق قدره فصارت عظمة الخلق هي التي تخيفنا في نفوسنا، وهي العظمة الحقيقة فتخفينا وراء مكرنا وذكائنا؛ لنرسم الصورة التي تخفي واقعنا؛ لنرضي الخلق ونغضب الخالق.

وحقيقةً وضعنا آمالنا، وعلقنا رجاءنا، وعوننا بأصحاب النفوذ والمناصب بأنهم سندٌ لنا بموجب مواقعهم الاجتماعية؛ لنحتمي بهم ونسعى لتزكياتهم وثنائهم علينا لِنُحمد بما ليس فينا فكان هذا مبلغنا من العلم ومنهج (كاد المريب أن يقول خذوني). ونسينا أن نبرأ من حولنا وقوتنا ومن معنا، ونلجأ لحول الله وقوته. فكيف بنا أن تطمئن نفوسنا، ونأمن مكر الله ذلك المكر العظيم الذي يليق بجلاله، ومن آمنه خاب وخسر.

ويوم يرفع ستره فجأةً عنا ذلك الستر العظيم الذي أنعم علينا بسدله منذ خلقنا، ونسينا أن لله سطوات يسطو بها على من خالف أمره، واتبع هواه. فكم من أناس أشد نفوذًا، وقوة، وذكاء، ومراكز يُشار لهم بِالبَنان…فـحل بلحظة أمر إلهي عظيم (كن فيكون) برفع غطاء ستره عنهم، ومن معهم فتهافتوا كالفراش على النار بقبضة الدولة -وفقها الله – بطرف خيطٍ بأمر الله تعالى كشف للجهات الأمنية والمعلوماتية والقانونية المتخصصة في الفساد والمظالم التي كانت تمارس تجاه البلاد والعباد..ولو قَدُمّت فلا تسقط بالتقادم والشواهد كثيرة التي نعلمها ونجهلها، والسعيد من اتّعظ بغيره والشقي من اتّعظ الناس به، والفرصة متاحة للتوبة قبل أمرين موت مفاجئ، أو رفع الستر وكشف الأمر.

اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض، اللهم طهر ألسنتنا من الكذب وأعيننا من الخيانة وقلوبنا من النفاق…اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا، وصلّ اللهم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button