د. سونيا مالكي

ملك نحبه وولي عهد نجله .. يجمعنا بهما وطن وبيعة وعهد نصنه

عندما نتواصل مسيرة البناء والنماء في وطن العزّة والشموخ، ويزداد البنيان علوًا هامة ومجدًا، وتظل ثوابتنا العقدية والوطنية نهجًا وإرثًا تتوارثه الأجيال وتتبناه فكرًا وسلوكًا ونهجًا، فلنا أن نحمد الله كثيرًا وتطمئن نفوسنا بحاضر تشيع فيه أجواء الأمن والأمان والاستقرار والرخاء ومستقبلًا تلوح فيه تباشير التقدم والازدهار لأجيال الغد صنّاع مستقبل هذا الوطن الغالي الذي نظل نفتديه -بإذن الله- بالدم، وبأغلى ما نملك كي يظل دومًا منارة تشع نورًا لديار الإسلام، وقلعة صمود في وجه قوى الشر والظلام وأعداء الله والإنسان.

اليوم، وفي الذكرى الرابعة لبيعة سمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان، لنا أن نفخر جميعًا بما تحقق من إنجازات لا تعد ولا تحصى؛ حيث أصبحت بلادنا في هذا العهد الميمون بحمد الله وتوفيقه، ثم بحكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسواعد شباب الوطن واجهة حضارية، ومركزًا متقدمًا من مراكز صنع القرار على الصعيدين الإقليمي والدولي، دولة لها موقعها المتميز روحيًا، وجيوسياسيًا واقتصاديًا وعلميًا، دولة تتسع آمالها وطموحاتها إلى آفاق لا نهاية لها عبر رؤية 2030 العابرة لآمال وأحلام الوطن والقيادة والمواطن حاملة تباشير المستقبل الواعد الذي يليق بوطن اختصه الله بالبركة والأمن وبخدمة الحرمين الشريفين والحجاج والزوار والمعتمرين، وبشعب وفي آل على نفسه أن يكون عونًا وعضدًا لقيادته الرشيدة ضمن شراكة أبدية لا انفصام لها بإذن الله.

وفي مناسبة الذكرى الرابعة للبيعة لولي العهد الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان التي تتزامن مع الذكرى الخامسة لانطلاقة رؤية 2030 لنا أن نطرح سؤالًا يتردد في كل مناسبة من مناسباتنا الوطنية: ما السر في استمرارية المسيرة وثبات التجربة ونجاحها المتجدد وإنجازاتها العظيمة عبر السنين؟

الإجابة قد تطول وتطول، لكن لعل أكبر الأسباب يتمثّل في نظام البيعة الذي يُعتبر بمثابة عقد فريد وعهد وثيق بين القيادة والشعب في بلادنا العزيزة. فمن المعروف أن الأوطان تستمد عزتها وقوتها من ثبات العهد وقوة الميثاق بين الحاكم وشعبه، وهو ما ظلت تثبته التجربة في المملكة العربية السعودية منذ عهد القائد المؤسس الملك عبد العزيز – يرحمه الله- حيث يكتسب هذا العقد أهمية في حالة التجربة السعودية كونه “عقدًا شرعيًا”، وركنًا أساسيًا في نظام الحكم في الإسلام.

واقتران الذكرى الرابعة لبيعة سموه بالذكرى الخامسة لرؤية 2030 يجسّد طموحات الشعب وآمال القيادة، وهو ما عبّر عنه سموه بقوله: “رؤية 2030 هي خطة جريئة قابلة للتحقيق لأمة طموحة، فهي تعبر عن أهدافنا وآمالنا على المدى البعيد، وتستند إلى مكامن القوة والقدرات الفريدة لوطننا، وترسم تطلعاتنا نحو مرحلة تنموية جديدة”.

ما تحقق حتى الآن على صعيد ترجمة “الرؤية” إلى حيز الواقع يعتبر إنجازًا كبيرًا في المشروع الاستثماري الكبير للإنسان السعودي، سواءً فيما يتعلق بتمكين المرأة السعودية التي انخرطت في كافة مجالات العمل، أو على صعيد المشاريع الضخمة مثل مشروع “نيوم” الذي قطع شوطًا طويلًا من مراحل تنفيذه، و”ذا لاين”، ومبادرة “السعودية الخضراء” و”الشرق الأوسط الأخضر”، وزراعة 50 مليار شجرة في أكبر مشروع تشجيري حول العالم، لحماية كوكب الأرض والبيئة في العالم كل.

ولعل من أبرز الإنجازات التي تحققت للمملكة بفضل الله ثم بدعم خادم الحرمين الشريفين، وجهود سمو ولي العهد تخطي وتجاوز الآثار الاقتصادية لجائحة كورونا، وتقديم الخدمات الصحية للمواطنين والمقيمين؛ إضافة إلى النجاح الملفت للمملكة في استكمال وزارة التعليم لبرامجها التربوية.

ورغم تعليق الدراسة في كبريات دول العالم، إلا أن وزارة التربية والتعليم بتوجيهات القيادة الحكيمة واصلت مسيرتها التربوية، “وأبهرت العالم بمنظومة تقنية رائعة، ساهمت في عبور الأزمة بنجاح كبير، بل أصبحت البنية التقنية السعودية من أهم مقومات البنية التحتية في المملكة بشكل عام”.

أما ما تحقق على الصعيد العسكري، فيدعو إلى الفخر، لاسيما وأن سمو ولي العهد هو أيضًا وزير الدفاع، فقد كشف موقع “جلوبال فاير باور” GFP المختص بالشؤون العسكرية، عن احتلال السعودية المرتبة الـ17 عالميًا في تصنيف القوى العسكرية لعام 2020، بحسب القائمة التي يصدرها دوريًا، وجاءت المملكة في المرتبة الـرابعة إقليميًا، كما سجلت تقدمًا ملحوظًا على القوة العسكرية الكندية والكورية الشمالية في سباق الأقوى عالميًا.

ولابد أن نقف طويلًا أمام لقاء الشفافية والانفتاح الفكري والوجداني في اللقاء الذي أجراه الإعلامي الشاب الأستاذ عبدالله المديفر مع سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مساء الثلاثاء 27/04/2021 الذي نقله التلفاز السعودي وأهم شبكات التلفاز العربية، خاصة فيما يتعلق بإعادة تأهيل وهيكلة الوزارات، واستغلال الفرص والإمكانات التي لم تستغل بشكل فعال في السابق، مثل التعدين والسياحة والاستثمار، وتحقيق نتائج طيبة على صعيد حل مشكلة الإسكان والبطالة التي تعتبر من أهم الإنجازات التي حققتها الرؤية حتى الآن. إضافة إلى تبني برامج تنموية ذات طابع خدمي مثل برنامج التحول الصحي بخصخصة بعض المستشفيات، وتحويل البعض الآخر إلى مستشفيات غير ربحية، وذلك كله في إطار رؤية 2030.

نفخر ونعتز بما تحقق لبلادنا من إنجازات في هذا العهد الميمون، ونعاهد الله، ثم قيادتنا الرشيدة بصيانة الوعد والحفاظ على العهد، ونجدد البيعة لسمو ولي العهد المحبوب الأمير محمد بن سلمان على السمع والطاعة؛ وليظل وطننا عزيزًا شامخًا مرفوع الهامة وعالي الهمة بإذن الله.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button