نتيجة التوسع في التعليم في المملكة العربية السعودية؛ ونتيجة التنوع في وسائل المعرفة والتي هيّأتها وسائل الاتصال الحديث تشكّلت تباينات ملحوظة لدى المتابع للحراك الثقافي، والتحول الاجتماعي لدى المواطن السعودي.
يُضاف إلى ذلك إعطاء المساحة الواسعة من حرية الكلمة والرأي وفق ضوابط معينة، والتي توجت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- من خلال فكرة الحوار الوطني، والتي كانت اللقاءات تطرح مواضيع ربما كانت محظورة ومحذورة.
كانت الأسرة في عقود ربما تصل إلى الثلاتة أو أربعة عقود أُحادية المصدر في التلقي، وكان التباين شبه مختفٍ، التعليم ظاهرة التلقين كانت هي السمة الأبرز؛ وخصوصًا في المناهج الدينية.
اليوم الوضع مختلف جذريًا عن سابقه نتيجة التوسع في التعليم، تعدد مصادر المعرفة، والأبحاث والدراسات العلمية التي تهتم بالنواحي الدينية، والبرامج الدينية الأكثر انفتاحية عن السابق.
لهذا لا أبالغ إن قلت تحت كل سقف في كل بيت يوجد تباين في التفكير، ووجهات نظر مختلفة، وحين يكون الحوار يكون حوارًا بناءً نلمس فيه العمق الثقافي.
في لقاء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رأينا بأن التعليم سيمر بمرحلة انتقال وهذه المرحلة مرحلة البحث العلمي، والذي سيبدأ من مراحل التعليم العام، وأرى بأن هذا التوجه سينقل التعليم من مرحلة التلقين والتلقي والتسليم المطلق بصحة المعلومات والمعارف السابقة إلى مرحلة تفكير، وصناعة معارف جديد، أو نقض معارف ومعلومات سابقة، أو الإضافة عليها في أي مجال من مجالات العلم.
0