بكثير من الأمل والتفاؤل للانطلاقة نحو غدٍ مشرق ومستقبل واعد، يتطلع المواطن السعودي إلى رؤية 2030 عبر التحول إلى استراتيجية الإدارة بالاستعداد بعيدًا عن ردة الفعل، لتعزيز أداء الأجهزة الحكومية؛ فيتحقق التطور والنماء لكنها تحتاج لآليات لخروجها من التقليدية.
وأمام هذه الرؤية الطموحة نحتاج لحضور المنشود والإيجابيبة والتفاعل؛ ليتحقق التغيير كما أكدت القيادة الرشيدة في تصريحاتها عقب إطلاق هذه الرؤية بضرورة بوعي المواطن وتفاعله في تحقيق هذه الأهداف المرسومة، كماقال سمو ولي ولي العهد: “إن الإنسان أساس كل شيء، إذا لم يكن هناك إنسان واعٍ ومتعلم وقادر على أن يعمل وطموح، ففي المملكة لا نستطيع أن نعمل على أي حاجة حتى لو لديك كل المقومات اليوم، مبشرًا سموه بأن السعوديين أقوياء، ويرفعون الرؤوس، ويستطيعون أن يعملوا بأي شيء في كل القطاعات وسوف يتم استغلالهم في تحقيق هذه الرؤية بالإضافة إلى الحرص على الأجيال القادمة في المملكة”.
ويشير مفهوم الغايات إلى النتائج النهائية للمنظمة المرتبطة بتحديد الغرض الذي يميزها عن غيرها من المنظمات المماثلة، وعادة ما تستند الغايات إلى رسالة المنظمة وصورتها المميزة في المستقبل، وهذا ما تسعى له الرؤية، لكن الأهداف تأتي في منطقة أقل من الغايات، وتسعى لها فمن أنواع الأهداف الاستراتيجية المرونة، وهي من المفاهيم المصاحبة لإدارة المخاطر التي قد تعترض سبيل تحقيق أهداف المنظمة مفهوم المرونة، ويمكن تحقيق المرونة من خلال ثلاث وسائل هي تنويع الاستثمار في الموارد غير المستغلة، وهذا ما أكدت عليه الرؤية وأيضًا تقليل درجة الالتزام بالنسبة للموارد الموجهة للاستخدامات الخاصة أما أهداف النمو، وهو مؤشر جيد لمدى قوة أداء نشاط الأعمال في الوقت الحالي والمستقبل، ويساعد النمو في تحقيق آثار اقتصاديات الحجم ومنحني الخبرة، وبالتالي نكون في موقع أفضل.
ولو حاولنا أن نضع المؤشر على بعض ما تحقق في هذه الرؤية لوجدنا أن نسبة تملّك المساكن ارتفعت لتصل إلى 60% مقارنة بنسبة 47% قبل خمسة أعوام، وارتفاع عدد المواقع التراثية القابلة للزيارة في المملكة عام 2020م إلى 354 موقعًا بعد أن كان 241 موقعًا في 2017م، كما وصل عدد مواقع التراث العمراني المسجلة في سجل التراث الثقافي الوطني إلى 1,000 موقع في عام 2020م، وذلك مقارنة بـ400 موقع فقط في عام 2016 مما ولّد فرص عمل لأبناء وبنات هذا الوطن، مما جعل قطاع السياحة في المملكة الأسرع نموًا في العالم، حيث سجل نموًا بنسبة 14%. ورافق ذلك تحسين جودة الحياة في المملكة من خلال استقطاب وتنظيم عدد من المناسبات والفعاليات الرياضية العالمية الشھيرة، ونجاحها في الفعاليات الترفيهية التي أطلقتها، ومن ذلك إطلاق أكثر من 2000 فعالية رياضية وثقافية وتطوعية – بحضور ما يزيد على 46 مليون زائر حتى عام 2020م مما أسهم في خلق ما يزيد على 101 ألف وظيفة حتى نهاية عام 2020م، وفي جانب البيئة أصبح لدينا سبع محميات طبيعية ملكية في عامي 2018م و2019م لحفظ الأنواع النباتية والحيوانية ولتكون خزانًا وراثيًا حيًا، كما تضَاعُف أصول صندوق الاستثمارات العامة لتصل إلى نحو 1.5 تريليون ريال في عام 2020م بعد أن كانت لا تتجاوز 570 مليار ريال في 2015م، مع تسارع في نمو نسبة الناتج المحلي غير النفطي من الناتج المحلي الإجمالي؛ لتصل إلى 59% في عام 2020م بعد أن كانت 55% في عام 2016م. وارتفعت الإيرادات غير النفطية لتصل إلى 369 مليار ريال في عام 2020م بعد أن كانت 166 مليار ريال في عام 2015م بنسبة زيادة وصلت إلى 222%، فيما زاد عدد المصانع بنسبة 38%؛ ليصبح 9,984 مصنعًا مقارنة بـ7,206 مصانع قبل إطلاق الرؤية التي ساهمت في تهيئة بيئة تساعد على تنمية المهارات ومواصلة الاستثمار في التعليم والتدريب؛ حيث وصل عدد الجامعات والكليات إلى 63 جامعة وكلية في الوقت الذي بلغت فيه البحوث العلمية المنشورة 33,588 بحثًا مقارنة بـ15,056 بحثًا في الأعوام السابقة بنسبة زيادة وصلت إلى 223%.
هذه بعض المؤشرات لقياس مدى تحقق الأهداف الاستراتيجية التي بنيت عليها هذه الرؤية التي ستضع المملكة في مكانها الذي تستحقه بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده -حفظهما الله-.
——————-
باحث دكتوراة في القيادة