بعد مقالي الأخير “القدس ينتفضُ” لازلت أتابع مسرحية الكيان الصهيوني وأمريكا، وليس بيدي حيلة إلا الدعاء لإخواننا المسلمين المظلومين في فلسطين المحتلة، ولكن رغم متابعتي المستمرة للأحداث وتدبري في المعطيات، أيقنت أن فلسطين ليست بحاجة لمقالي، ولا حتى لتعاطفي لذا سأغض عنها ليس لتجاهل الموضوع ونسيانه، ولكن لأني في مقالي هذا سأتناول الحديث عن من هم أخطر من اليهود على فلسطين؛ عن عرب ليسوا من العرب؛ عن مسلمين ليس لهم من الإسلام إلا أن ولدوا وعاشوا في محيط إسلامي، وكما سبق لنا العلم جميعًا، أن العرب تنقسم لثلاثة أنواع:
العرب البائدة كعاد وثمود
العرب العاربة من أبناء قحطان
العرب المستعربة، من أبناء عدنان؛ من نسل إسماعيل عليه السلام، وفي الزمن الحالي ظهر لنا نوع جديد من العرب أطلقت عليهم”العرب العارية” هذا النوع من الجرب…عفوًا أقصد العرب كما أسلفت ليس له من الإسلام إلا أن ولد وعاش في بيئة مسلمة، وسبق، وتحدثت عنهم في مقالي الأخير، وأقتبس منه “ولكن أكثر شيء صعقني رؤية بعض العرب وهم من (العرب العارية) تفاجأت من ردودهم وولائهم لإسرائيل! وللأسف بعضهم من بني جلدتنا؛ هم صهاينة أكثر من الصهاينة أنفسهم! بل وصل الحال لبعضهم تأييد ما تقوم به دولة الاحتلال من أفعال ضد إخواننا المسلمين، وما يحز في خاطري أكثر رفضهم التعاطف حتى مع المسلمين…إلى آخر المقالة. وأنا أوجزت الشرح في المقال السابق ذكره ويخال للقارئ أن الفئة هذه من العرب تنحصر فقط في ولائها المطلق لدولة الاحتلال، والحقيقة هي أوسع من ذلك بكثير، فمن صفات هذا النوع الخطير أنه مشكك في كل شيء ديني، فتارةً نجد بعضًا منهم ملحد، وتارةً أخرى نجدهم يؤيدون المثلية الجنسية، ليس لأنهم كذلك ولكن لأن للجميع الحرية؛ لأن يكون مايريد-حسب رأيهم-وتارةً أخرى نجدهم يناقضون أنفسهم؛ ونجدهم أيضًا يؤيدون وبقوة كل ما هو جديد وخارج عن العرف والمألوف بغض النظر عن شرعيته، وهذا من باب التطور، فالتطور من وجهة نظرهم يكون بشرب البلاك كوفي أو البلاك ليبل أيهما أسهل، كذلك الانحلال يعتبر تطورًا في وجهة نظرهم، لافرق لديهم بين الحرية والانحلال، هذه الفئة فهمت أن الحرية يعني التحرر من جميع الأخلاق والمبادئ والأعراف والآداب، وكل ما يسمو بروح الإنسان ويجعله إنسانًا، نسيت أن الحرية مسؤولية ولكي تكون حرًا لابد من أن تكون إنسانًا أولًا، مع العلم أن الحرية لاتعني تخلي عن الدين وعن الأخلاق بل أساس الحرية هي الأخلاق، والأخلاق والدين على خطين متوازيين يقوّم كلٌّ منهما الآخر، وأما غيرهم من المعتدلين يصنفون من وجهة نظرهم من العرب البائدة، وكأنهم سباقين بشيء جديد أو مكتشفين لشيء ما.
من المضحك المبكي في الموضوع سكوت المجتمع عنهم، كأن لا وجود لهم وهم آفة هذا العصر، هذه الفئة النكرة نسأل الله السلامة منهم، ومن أفكارهم، باختصار العرب العارية هو تعبير مجازي أتى على مزاجي، لوصف عدة ظواهر خارجة عن المبادئ والأعراف التي تربينا عليها، والتي تعتبر دخيلة على القيم الإسلامية، ويناقضها تمامًا…نعم هي عربٌ عارية من الفكر، وعارية من الإنسانية، وعارية من الشهامة، وأما أنا وغيري في انتظار العرب العائدة، وهي التي تعود لتوعية هذا القطيع الأهوج.
مقال رائع يعري المتعري عن القيم والمبادئ ومن أعجب ما سمعت من مغالطات على اخواننا الفلسطينيين في هذه الأزمة أنهم هم من وضعونا في مأزق ويطلبون منا العون ، ونسوا أو تناسوا أن من بدأ هذه الأزمة الصهاينة عليهم من الله ما يستحقون من التحرش بالمصلين في المسجد الاقصى و طرد الفلسطنين من حي الشيخ جراح ، واستفزازاتهم لاخواننا الفلسطنين فاللهم ارنا فيهم عجائب قدرتك.