تُعتبر المملكة العربية السعودية الحصن الحصين والحضن المكين، للعرب والمسلمين، واحتلت مكانةً خاصة في قلوبهم ففيها نبي الأمة عليه السلام ومهبط الوحي, ونزول القرآن, ومهد الإيمان, وأرض الإسلام, ومنبع الدين, وقبلة المسلمين, وقلب العالم الاقتصادي كما أنها محور أساسي استراتيجي لموقعها الجغرافي، وتاريخها العريق الضارب في خاصرة التاريخ وعمقه.
كل هذه العوامل الإلهية والبشرية والاقتصادية أعطاها الحق في تزعم العالم الإسلامي؛ بالإضافة لانتهاجها الشريعة الإسلامية فتشكّلت سياستها الخارجية على خط ثابت منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز ومن تبعه من أبنائه البررة, رغم الظروف الإقليمية والسياسية والتحديات آنذاك, والتي استمرت في منطقتنا العربية والإسلامية حتى اليوم, لم تتوانَ عن بذل كل ما من شأنه المساهمة في استقرار المنطقة متخذة الهدوء، والاتزان، والحكمة، والحنكة، والتروي شعارًا ومنطلقًا لها.
في الوقت الراهن يجسد كلٌّ من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد -حفظهما الله- الغيرة الوطنية العربية والشعور بالمسؤولية الإسلامية, وأن يقدموا التضحيات؛ كي تبقى المملكة قوية شامخة حاملة الرسالة الإسلامية, عاملة على تحقيق أهداف الأمة العربية والإسلامية, قادرة على إحباط ما يُحاك لها من المؤامرات الداخلية والخارجية.
وزاد من منطلق التأكيد على نهج المملكة الثابت من القضايا العربية، وتحقيق الأمن والسلام الدوليين في البؤر المتوترة العربية والإسلامية إقليميًا, والعمل على تجاوز الخلافات العربية والإسلامية, اتّخذ ملك الحزم والعزم والجزم والإنجاز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز القرارات التاريخية، والتحالفات العربية والإسلامية المؤدية إلى وحدة الصف والكلمة في مواجهة التحديات التي تشهدها الأمة المملكة.
ويتضح جليًّا الموقف العميق والمكثف لـ”لبنان” الشقيق؛ فالمملكة تُساند وتدعم وتقف إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق عبر تاريخه بكافة طوائفه, ولم تتخلَّ عنه، واستمرت في مؤازرته منذ الثمانينيات؛ فقد هيّأت ونسقت وصممت لإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية المستمرة منذ عقود، وإعادة تأكيد السلطة اللبنانية في جنوب لبنان (التي كانت تحتلها إسرائيل), وتمَّ التفاوض في الطائف بالمملكة العربية السعودية، وأصبح يسمي (اتفاق الطائف).
هو الاسم الذي تُعرف به وثيقة الوفاق الوطني اللبناني التي وضعت بين الأطراف المتنازعة في لبنان منهيًا الحرب الأهلية اللبنانية؛ وذلك بعد أكثر من خمسة عشر عامًا على اندلاعها.
وقد عملت كل ما في وسعها لنهضة واستقرار لبنان، ولكنها تقابل اليوم بمواقف لبنانية عدائية مناهضة لها على المنابر العربية والإقليمية والدولية، في ظل مصادرة ما يسمي حزب الله اللبناني الإيراني لإرادة الدولة، وما يمارسه من إرهاب بحق الأمتين العربية والإسلامية، وهي على يقين بأن هذه المواقف لا تُمثل الشعب اللبناني الشقيق.
وثّق تقرير دولي حجم المساعدات التي قدمتها المملكة العربية السعودية لـ”لبنان” خلال الفترة الواقعة بين عامي 1990 و2015, مقارنةً بالتقديمات الإيرانية للبلاد, كاشفًا أن الهبات والمنح التي قدمتها المملكة للبنان, تناهز 70 مليار دولار.
كذلك تصل قيمة الاستثمارات اللبنانية في بلد الحرمين 13 مليار دولار, كما بلغت قيمة المؤسسات التي يملكها لبنانيون 125 مليار دولار; بسبب المناخ الاستثماري المحفّز الذي تتمتع به المملكة, وحجم التسهيلات المقدمة للمستثمرين اللبنانيين.
فاصلة:
مملكة الإنسانية تنوير وتطوير وبناء والاحزاب الشيطانية تفجير وتهجير وبلاء.