تمتلك الأمم العريقة تاريخًا عريقًا تستلهم منه سُبل إدارة الحاضر لصناعة المستقبل، ونحن البدو ومن خلال جذورنا الضاربة في عمق التاريخ ننطلق من ذلك الوعي لندرك دورنا الريادي والقيادي العالمي؛ لذا تختار قيادتنا الرشيدة من يُمثلها داخليًا وخارجيًا بعناية فائقة، وتضع معايير عالية الدقة لاختيار تلك الشخصيات، فتراها تتحقق من عمق معرفة ممثليها عن تاريخ وطننا ودقة إدراكها لواقعه ووضوح رؤيتها لمستقبله، كما تشترط فيهم معرفتهم الكاملة بدول العالم من حيث التاريخ والثقافة والعلاقات البينية التاريخية والاستراتيجية، ونحن البدو في المملكة العربية السعودية ودول الخليج كما وصفنا وزير الخارجية اللبناني المستقيل شربل وهبة نسعد ونفخر بهذا اللقب الجميل، فبقيم البدو وفكرهم أسسنا وطننا المملكة العربية السعودية؛ هذه الدولة العظمى التي تحظى بمكانة دولية رفيعة واستقرار سياسي واجتماعي واقتصادي وأمني فريد، وليست قمة العشرين بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- ورعاه عنا ببعيد، وليست رؤية المملكة بقوتها وطموحها وإنجازاتها إلا ترجمة واقعية لهذا الفكر وتلك القيم، فلا عجب أن تجد العالم يتابع مدرسة دبلوماسية البدو باهتمام وانبهار.
لقد سَطَر التاريخ الدبلوماسي منهجية الملك فيصل شهيد القدس -طيب الله ثراه- في اتخاذ القرارات غير المسبوقة بقوة واعتزاز وشموخ، فَيُخضع العالم لتلك القرارات إكبارًا واقتناعًا، وتستمر دبلوماسية البدو من بعده فيرى العالم سمو الأمير الراحل سعود الفيصل عميد الدبلوماسية العالمية لمدة 40 عامًا مُحاورًا مُلهَمًا يحول أنظار العالم ويقود الاتفاقيات بلا مُنافس، متوشحًا العلم والمعرفة، معتمرًا الحكمة والمنطق، مُتحليًا بضبط النفس وعمق التفكير، وصولًا لوزير الخارجية السابق عادل الجبير وحضوره الملفت في المحافل الدولية فيضع النقاط على الحروف ويجلي الحقائق، ويدحض الأباطيل بهدوء وثقة ودبلوماسية فريدة، انتهاءً إلى وزير الخارجية السعودي الحالي الأمير فيصل بن فرحان رجل السياسة والاقتصاد والتقنية بمواقفه الثابتة وتمثيله الدولي المُشرف، إن دبلوماسية البدو لا تأخذ الشعوب بجريرة المسئول غير المسئول؛ بل تنتهج الحِلم والأناة استشعارًا للمسئولية وتحقيقًا للعدالة وتطبيقًا لمنهج ضبط النفس والترفع عن سفاسف الأمور؛ لذا تجد علاقاتنا التاريخية بالشعب اللبناني وجميع الشعوب ثابتة لا تهتز، وإكرام المقيمين لدينا أصل لا نحيد عنه، فديدننا نحن السعوديون الكرم وحُسن الضيافة، وهذا لا يعني أبدًا الضعف أو التهاون، ففي الدبلوماسية السعودية “دبلوماسية البدو” مزيج فريد من الحُب والعطاء، والحزم والعزم، والقوة والتأثير.
إن لدبلوماسية البدو معايير دقيقة للأداء لا تقبل العشوائية وتستنكف الأنا والذاتية، لذلك بنت دبلوماسية البدو تاريخًا عريقًا من العلاقات الدولية تسودها الثقة والاحترام، ويتوجها الالتزام وإدراك أهمية الدور، وتحركها الحكمة وبُعد النظر، ولن تجد في تاريخ الدبلوماسية السعودية خطأً مثل خطأ شربل الفادح في خروجه عن النص والعُرف القيمي والدبلوماسي الذي يُظهر وبقوة ضعف التمثيل الدولي وغياب المهنية.
إن وزير الخارجية اللبناني المستقيل شربل عندما يتطاول لانعيره انتباهنا، إلا أنه محسوب على الدبلوماسية اللبنانية، ويفتقد مع الأسف أبسط أبجديات التمثيل الدبلوماسي، وليته يُلقي لنفسه آخر طوق نجاة ويتتلمذ على تاريخ وحاضر مدرسة الدبلوماسية السعودية “دبلوماسية البدو” عله يتذكر أو يخشى.
وعيرتنا بالبداوة يا شربل ..
اما تدري ان البداوة فخر الحضارة وتاريخها..
مقالة رائعة د /وفاء وليت الكثير ممن يعيروننا بالبداوة يقرأون تاريخنا ويعرفون إنجازاتنا الرائعة ويستشعرون قيم المحبة والإخاء التي تسود مجتمعنا العربي الأصيل وتمتد لنشر الود والإحسان لكل الدول الصديقة قبل الشقيقة
دمتي بخير ودام مدادك أبدا .
د/ وفاء عبدالله إدريس
مقال رآئع من شخصية تُجيد حياكة الفكر والشعور وترسم أبجديات الواقع لتثُري مفاهيم الجميع بما فيه نفع لهم.
بارك الله فيك ونفع بك وأدام قلبك النابض بحب الوطن والمجتمع ، سلمتِ ي جميلة القلب والروح .
ابدعتي واكثر..
بالفعل عله يتذكر او يخشى..
بوركت اناملك وبورك فكرك..
دكتورتي المبدعة..