عبدالرحمن الأحمدي

في التعليم.. عودة لمُسمى مدير مدرسة

أحسنت وزارة التعليم مؤخراً ووفقا للدليل التنظيمي بالعودة لمسمى مدير المدرسة بدلاً من قائد المدرسة والذي فيما يبدو أن القرار بُني في السابق على عاطفة ليس إلا. وقد طالبت شخصياً ومن على منبر صحيفة مكة الإلكترونية وبتاريخ 2016/8/16م بإعادة المسمى القديم في مقال بعنوان: “أعيدوا المسمى القديم لقائد المدرسة” فهذا المسمى إن لم يكن لقائد المدرسة صلاحيات واسعة لايمكن أن تنطبق عليه هذه الكلمة تماماً. فالعمل اليومي الذي يقوم به هو عمل روتيني منظم من بدء الطابور الصباحي حتى نهاية الدوام الرسمي بمعنى أن كل الخطوات العملية هي عبارة عن ترجمة حرفية للتعاميم الواردة والتنظيمات المعتادة ولايوجد حيز للاجتهاد الشخصي، أو حتى الجماعي فلا مجال للتغيير دون الرجوع للتعاميم الصادرة أو لمكتب الإشراف التعليمي مباشرة.

وحقيقة يلاحظ في السنوات الأخيرة وتحديداً منذ مقدم معالي وزير التعليم د. حمد آل الشيخ أن هناك رؤية جديدة تسعى الوزارة لترجمتها على أرض الواقع سواءً في وضع الكادر التعليمي من حيث السلم الوظيفي، أوالمناهج التدريسية، أوالمشاريع التعليمية، أوالمسابقات الوطنية وخاصة في مادتي الرياضيات والعلوم، وغيرها.. وهذه الرؤية الطموحة وكما أكدنا في مقال سابق إن لم تُعطى لمديري المدارس المزيد من الصلاحيات الفاعلة من أجل؛ التمكين اللازم فليس من المؤكد أن تنفذ الرؤية الطموحة بحذافيرها. ولاسيما أن مدير المدرسة يمثل حجر الأساس في تطبيق توجيهات الإدارة العليا ومروراً بالإدارة الوسطى، إضافة إلى أهمية إعطاء المعلمين الدورات التدريبية اللازمة؛ لمواكبة توجهات الوزارة ومن الأفضل أن تكون هذه الدورات خارج وقت الدوام وبمقابل مادي؛ للتحفيز.

إن من المأمول من الإدارة المختصة بوزارة التعليم إتاحة فرصة الاستماع لوجهات نظر مديري المدارس في العملية التعليمية عبر اختيار مجموعة مستهدفة من أصحاب الخبرة؛ لتوضيح الأساليب، والطرق المساعدة؛ لإنجاح رؤية الوزارة في الميدان التعليمي المنبثقة في الأساس من رؤية المملكة 2030م، والمساهمة في الوصول للمستوى اللائق للتعليم في المملكة العربية السعودية. فبلا شك أن مدير المدرسة ومن خلال العمل اليومي هو حلقة الوصل لجميع الأطراف من الطالب إلى المعلم ومن ثم للمشرف التربوي. كما يجب أن لايُغفل جانب مهم وهو توفير الإمكانيات المناسبة في تجهيز الفصول الدراسية من مستلزمات تعليمية وخاصة في المجال التقني..والتجربة الناجحة في ( التعليم عن بعد) أثبتت مدى الحاجة الماسة للتقنيات التعليمية الحديثة في المبنى المدرسي. وكلنا أمل وثقة بالله سبحانه بأن النجاح والتوفيق حليف وزارتنا الموقرة.

Related Articles

One Comment

  1. راااااائع جداً هذا المقال نعم مدير المدرسة وليس قائد
    لا فُض فاك أستاذ عبدالرحمن
    حقيقة مقال رائع من الأسلوب والطرح
    بارك الله فيك وجعل الله ذلك في موازين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button