تحويل مؤسسات أرباب الطوائف إلى شركات مساهمة يحقق لها نقلة نوعية متميزة إلى الإدارة الحديثة، وستعود حتمًا بفائدة كبيرة على الوطن، والمواطن، والحاج، والمعتمر، والمساهم أيضًا.
وهذا بلا شك ضمن منطلقات الرؤية الطموحة 2030 التي تهدف إلى استقبال ما يزيد عن خمسة ملايين حاج وثلاثين مليون معتمر سنويًا، وتوفير كافة الخدمات لهم بما يُتيح لهم أداء المناسك بكل يسر وسهولة.
ومن المؤكد أن إعادة هيكلة مؤسسات الطوافة، وتحويلها إلى شركات مساهمة مقفلة سيسهم إلى حد كبير في الارتقاء بالمهام المناطة بها، والانتقال من النمط التقليدي إلى النمط الاحترافي التقني المدعوم بالخبرة والشغف للوصول إلى الهدف المنشود.
وتشكيل مجالس الإدارة سيتم عن طريق الانتخاب، وأثق تمامًا أن الجميع يبحث عن المرشح الأفضل الذي سيقود دفة الشركة بكل مهارة واقتدار.
ومن المفترض أن يشمل الهيكل التنظيمي الجديد إدارة للأمن والسلامة، لها ميزانية كافية، وهيكل تنظيمي وافٍ مرتبط بالرئيس التنفيذي للشركة، وتعمل هذه الإدارة على مدار العام، وتتولى رسم الخطط الأمنية للشركة بما يكفل سلامة المنشآت وحفظ الأمن والنظام لمرتاديها، سواء كان ذلك من ناحية توفير وسائل الأمن والسلامة والتقنية الحديثة من كاميرات مراقبة وبوابات إلكترونية ومصدات أو من ناحية توفير كوادر بشرية مدربة على القيام بتلك المهام بكل مهنية، مع الأخذ في الاعتبار تحديث الخطط الأمنية بشكل مستمر، وكلما دعت الحاجة لذلك.
وعلى ضوء ذلك يتم التعاقد مع مؤسسات أمنية ذات كفاءة عالية؛ للحفاظ على الأمن والنظام والتأكد من سلامة المنشآت ومقرات السكن منذ وصول الحاج حتى مغادرته إلى وطنه، وتتولى إدارة الأمن والسلامة في الشركة متابعة العاملين في المؤسسة الأمنية، وتقييم أدائهم، وتدوين الدروس المستفادة للأعوام القادمة.
على أن لا يقتصر التعاقد مع تلك المؤسسات الأمنية المدنية على توفير أفراد الحراسة فقط بل يجب أن يشمل أفراد الأمن والسلامة أيضًا، وأعني بذلك الأفراد المدربين على الإطفاء، والإنقاذ وسلامة الأرواح، والممتلكات فيما لو حصل حادث حريق لا سمح الله، مع الأخذ في الاعتبار إختيار العناصر السعودية الشابة المؤهلة المدربة تدريبًا جيدًا على التعامل مع الجمهور، ومن الطبيعي أن يكون من ضمنهم مراقبات أمن مؤهلات بما يكفي للقيام بالمهام المناطة بهن.
ولا أخال أن مثل هذه الاستشارة الأمنية التي أوضحتها ستكون بعيدة عن تفكير، وتطلعات أعضاء مجالس شركات الحج بل أتوقع أنها في مقدمة أولوياتهم لما في ذلك من حفظ الأرواح والممتلكات التي أمرنا الله بها؛ لنصل إلى حج آمن بكل المقاييس.
شكرا ابا رايد