يُحكى أنه حدث في قديم الزمان، قصة حول رجلين، ترك أبو أحد الرجلين قبل وفاته عند شيخ كبير مبلغ من المال، وحُلي من الذهب، وأوصى بأن يتم تسليمها لابنه بعد عودته إلى الديار؛ حيث كان مسافرًا لغرض الدراسة، المسافر طال أمده والشيخ الكبير على مشارف الموت، طريح الفراش يُصارع نزعات الروح، عندها سلّم ما لديه للرجل الآخر، وسرد الشيخ الكبير له القصة، وقال له: أمانة.
سمع الوصية من كان حاضرًا، وتناقل الخبر بين الناس حتى علم به ضعاف النفوس والمتربصين، خلال ثلاثة سنوات واجه الرجل (مستلم الأمانة) ما واجه بسببها، عانى الأمرين ليحافظ عليها، بدأت معاناته بأسئلة الفضوليين عن حجم هذه الوديعة، وانتهت بخسارته الكبيرة عندما واجهه ابنه أحد اللصوص الطامعين، وانتهى العراك بينهم بتلقي الابن طعنة أردته قتيلًا، ولكن في الأخير سلّم الرجل الأمانة لصاحبها كاملة دون نقصان.
هب أنك صادفت مثل هذا الموقف يومًا ما، وأمّنك شخص أمانة ثمينة، وطلب منك أن تحافظ عليها من الفقدان أو التلف، وتؤديها إلى صاحبها سليمة، ما هو موقفك هل ستحافظ عليها أم تبحث عن من يكفلها عنك؟!
فاعلم أن كلًا منا لديه أمانات، وليست أمانة واحدة فوجوه الأمانة ليست فقط المال والودائع وما شابهه، طبعًا لا، فصلاتك وصيامك والفرائض أمانة، بِرّك بوالديك أمانة، حفظ حقوق الأخوة والأخوات، والعشرة الزوجية، وصلة الرحم، وتربية الأبناء ورعايتهم، وكف الأذى عن الناس أمانة، حتى عملك الذي تكسب منه قوت يومك… أمانة.
لعلنا نراجع تصرفاتنا، وأسلوب حياتنا، وننظر إلى أي مدى حافظ لكل منا، وأدى ما هو مُؤتمن عليه.
يقول الشاعر كعب بن زهير بن أبي سلمى المزني:
أَرعى الأمانةَ لا أَخُونُ أمانتي….
إِن الخَؤُونَ على الطريقِ الأنكبِ
ابداع وفقك الله وجزاك عنا كل خير كلام ينبع من نفس طيبه ناصحه ومحب للخير وغيور على الدين وتعالج سم انتشر في اواسط مجتمعاتنا والا وهو القول الفاحش اللذي والمستنكر والكذب وهتك الستر وكشف العورات نسال الله الثبات والعافيه شكرا لك ابا معاذ على اضائت الجميله ?✋?