المقالات

مشاهير “طقلم .. بقلم ” ..!

لي زميل  تحول إلى صديق عزيز عُرف بأنه صاحب نكتة بالفطرة التي لا تقبل القسمة على الأختلاق والفلسفة، يختصر الكثير من نكبات الزمن بفطرته التي فُطرعليها ولا يقبل التصنع ولم يسمح لنفسه أن يكون أحد مشاهير الطقلمة والبقلمة..!

حتى أن له أذنٌ موسيقية حساسة ولكن للأسف آلته الناطقة لا تستطيع ترجمة آحاسيسه الفنية كما نحب و نتمنى ؛ كماأنه لا يحب التصنع حتى في أحاسيسه و مشاعرة إلاّ بلزمة موسيقية:طقلم بقلممصاحبة للسانه ليترجم بها أيّإيقاع موسيقي غربي أو شرقي عندما يتسلطن ويدندن ..!

و وصل الأمر أن طلبنا منه ألاّ يشنف اسماعنا بآحاسيسه الموسيقية إلّا كتابةً إن استلزم الوضع حتى لا يشوه الصورةالحقيقية للإيقاع واستجاب مشكوراً .

وهنا انوء وألج لمرامي البعيد عن صديقي الحبيباكرمه الله واجلّهواستعرت لزمته الموسيقيةطقلم بقلمليكون جزءاًمن عنوان ما سأطرحه لأنطلق واكتب حول ضبط المشاركين في مقاطع مصورة خادشة للحياء شارك فيها عدد من مشاهيرالسوشال ميديا(Social Media ) التي نشروها على حساباتهم .

المطقلمون والمبقلمونهولاء هم من عرفوا كلاسيكياً بـالمشاهيرفي مجتمعنا الذي انتشروا فيه انتشار النار فيالهشيم ، نجحوا في ممارساتهم  وتسويقهم و هوايتهم المتعبة المقرفة الكريهة التي تصيبنا بالغثيان .!

نراهم في كل مكان في أعمالنا و إعلامنا و مناسباتنا و تجمعاتنا لهم الأولوية والصدارة حتى استشروا وصدقوا انفسهم بأن لهم الكلمة في تصدير أخلاقهم و أهوائهم و بضاعتهم النشاز ..!

وحتى أكون منصفاً في طرحي هناك الكثير من المشاهير يخرجون من تصنيفطقلم بقلموهم كُثر  قدموا مثالً ايُحتذى  به، من خلال متابعتي لما يطرح في حساباتهم بين الفينة والأخرى حيث يلفتون النظر و الأهتمام بما يقومون به من سلوكيات إيجابية تعزز القيم النبيلة في خدمة الناس، و صوتًا صادقًا للدفاع عن بلادنا و قيادتها .!

اما مشاهيرطقلم بقلم” فهم فئة لا يكلون  و لا يملون و لا ايحسون بتبعات ما ينتج من دمار عن اعمالهم الصبيانة و مدى خزي ما يقدمون فلهم ايقاعاً متفرداً خاصاً بهم لا يعزفه إلاّ هم و أمثالهم خارج حدود المجتمعات السوية؛ فليرقصوا وحدهم  منفردين حتى الثمالة لأن فطرتهم لا تميز  قدر النشاز الذي يعيشون فيه..!

يرسلون من تلابيبهم و نغمهم النشاز ما يندى منه الجبين خصوصاً عندما يرتبط الأمر في توجيه المجتمع بالمشي باتجاه مخالف للفطرة تماماً ..!

و المثير في الأمر قدرتهم على نشر تراهتهم و نشوزهم و شذوذهم في المجتمع و الضرب بالأنظمة و القواتين  عرضالحائط ، و عدم احترام المجتمع في أوكارهم المظلمة بآرتامهم  و ألحانهم التي تأباها النفوس المفطورة على الآرتام الصحيحة المريحة للنفس..!

و أصدق ماينطبق عليهم قوله تعالى :( أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌبِمَا يَصْنَعُونَ )

متى يُقنن هذا الحال .؟

حتى لا يتفشوا ، و يشنفوا مسمعنا بأبواقٍ تخالف عادتنا و تقاليدنا و تعاليم ديننا، فواقعهم في الأساس قبل أنيصبحوا من مشاهيرطقلم بقلمكئيب بعيد كل البعد عن تعاليم ديننا والفطرة السليمة و أنظمة الدولة ، وعادتنا و تقاليدنا التي ترفض مثل ذلك الغثاء..!

وفي معرض استطرادي كم من المرات دخلت مع من حولي في رهانٍ على نماذج من المتميزين على أن يكون لهم شأن فيالتكريم و الاحتفاء و يكون لهم الأولوية في أهتمام الإعلام و الصدارة  في المجتمع إلاّ إنه سُرعان ما يغيب نجمهم فتعلو الزنابيل على القناديل في أخر المطاف ؛ بسبب اشتهار أحدالمطقلمين المبقلمينبشمازته وخروجه عن المألوف فلايستطيع ذلك المتميز الذي راهنت عليه أن يجاريهم لأنه انقى وآتقى من أن يجاريهم في الرقص والطرب مهما فعل..!

فأخسر الرهان ؛ وفي كل المرات يكسب المطقلمون..!

هل لإننا كبشر يهزنا الايقاع ؟  ويجذبنا للإستماع ؟ وببهرنا المطقلمون ؟

المزعج في الموضوعكيف أن المطقلمون قادرون يحولون آشخاصاً كنا نرى فيهم  الخير و الطيبة و الصدق و الأمانة بل و الكرامة و النفس الأبية إلى مجرد راقصين لايسمعون  و لا ينجذبون إلاّ لأرتامهم السقيمة.!

و كل راقص وحظه وقدره حسب شهرته فبمجرد انتهاء دوره في مراتع الشهرة  تراه في  ركنٍ  مظلمٍ  كئيب بعيد عن فلاشات السناب شاتوفلاتره ليصتدم بالمجتمع دون فلاتر؛ ليجتر تلك الشهرة السقيمة التي امتلئت نفسه بها، و يحاول أن يحيها مجدداً و لكن هيهات؛ فالواقع برفض حياة الأضواء المقنعة و المنطوية تحت أبط الخداع  و التصنع  و التمثيل كالارجوز  .!

والغريب أنه سُرعان ما يتحول مشاهير “الطقلمة و البقلمة” من حياة البؤساء إلى حياة الترف والسبب أننا نحن المجتمع نشكل الرقم واحد في تأهيله عند متابعتنا لسذاجتهم فيبدؤون بتمرير سذاجتهم يصقلها وتحويلها لموهبة من العدم ؛ليؤدي مهمته مع اشباهه بإخلاص في معسكرٍ قصير الأجل ينتهي بإغلاق عدسة فلاشات التصوير..!

و كلما كبرت بقعة الضوء هناك فرقة تتبنى مشاهيرطقلم بقلملينتفعوا و يستأثروا بصاحبها .!

المطقلمونيختلفون في أطروحاتهم و أفكارهم فمنهم من يبحث عن الشهرة و الأضواء و المال، و ليس من ضمن الأولويات لديهم تقديم المحتوى الجيد ؛ لأن فاقد الشيءلا يعطيه ، فتجده من أجل البحث عن الشهرة و المتابعين يقوم بكسر كل القواعد، بالتجاوزات التي لا تمت بصلة للوعي، ولا تؤدي للتأثير الإيجابي ، وهذا الأمر يؤثر سلبياً على تربية الأجيال و هم محور الأهتمام في أي مجتمع ..

رسالة لكلمطقلم .. و مبقلمطالما أصبحت مشهوراً إذاً عليك  تحمل تبعات وضريبة تلك الشهر و الألتزام بالأخلاق والتقيد بالعادات و التقاليد للمجتمع الذي طالما تقتات على جيوبهم و خداعهم  بين الحين و الأخر بالاعلانات المدفوعة التي نعلم و يعلم الكثير أنها تمثيل متفق عليه مسبقاً ..

أذاً أين الرسالة الحضارية السامية للشهرة التي ننتظرها من هولاء المشاهير ..؟

فالقدوة أمراً حضاري يرتقي بالإنسان ويهذب فكره وتصرفاته وهي هدف سامي يسعى إليه  نهجنا الاسلامي، فمنالحمق و الغباء أن يتجه البعض إلى الحضيض معتقداً بأنه متجه إلى الحضارة.

وأخيراً

أما آن أن يوضع لهم حد..؟!

فلاتجعلواالمطقلمون المبقلمونالحمقى  مشاهير

اللهم إحمنا وأبعدنا عن مشاهير الطقلمة والبقلمة.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button