تعوّد المجتمع في بلدنا على سماع الأذان والإقامة والصلاة في المساجد، وأصبحت جزءًا من حياتهم اليومية، وأصبحت سمة يتميز بها؛ ولذلك حين صدر قرار وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد قصر مكبرات الصوت والسماعات الخارجية على الأذان والإقامة فقط أثارت الناس، ولامست جوانب عاطفية ودينية مختلطة لديهم استغلها بعض المندسين من الحاسدين والأعداء للتشويش، وبث الفرقة وتجييش العامة على الدولة فيما كان هذا الإجراء نوعًا من التنظيم الذي رأته الوزارة، وبغض النظر عن المبررات والأسباب فإن ذلك من اختصاصها، ومن مسؤولياتها من جانب ومن جانب آخر ليس في هذا مخالفة شرعية من كتاب الله أو سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وليست من أوامر الدين ونواهيه ومكبرات الصوت من التقنيات الحديثة، بل على العكس من ذلك فقد أفتى بعض العلماء الأجلاء كابن عثيمين والألباني -رحمهما الله- بأن لاترفع الصلاة من مكبرات الصوت.
وقد سمعت تفصيلًا شرعيًا جميلًا وراقيًا من فضيلة الشيخ الدكتور سعد الشثري في برنامج الجواب الكافي على قناة المجد الفضائية قائلاً: هذه المسألة من مسائل النظر والاجتهاد، ومسائل النظر والاجتهاد يعود فيها الأمر إلى صاحب الولاية فيها؛ وبالتالي إذا صدر فيها من صاحب الولاية شيء وجب السمع والطاعة؛ ولذلك وصيتنا للجميع التقرب من الله -جل وعلا- بالسمع والطاعة في مثل هذا الأمر، ولا يجوز للإنسان أن يفتئت على صاحب الولاية.
ولهذا يجب الحذر من الانزلاق في مثل هذه الأمور التي يسعى لها الأعداء؛ ليشعلوا نار الفتنة في هذه البلاد المباركة التى بفضل الله ومنته عصية عليهم لوعي الشعب ووجود أهل العلم والأمر والنهي الذين يبينون الحق ويجلونه وفقًا للكتاب والسنة وصدق الله إذ يقول: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا).
فاصلة:
لا تقبل في دينك ووطنك وقيادتك أي نقد أو همز ولمز؛ لأن ذلك بداية التشويش الدافع للتشكيك المفضئ للفتنة.
اوجزت وبينت وابدعت