“المناصب القبلية”.. رؤية للمستقبل

دور بارز ومشرف قام به أصحاب المناصب القبلية من نواب للقبائل ومشائخ ومعرفين مع مؤسس هذه البلاد المباركة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود من خلال مشاركتهم في ملحمة التوحيد، ولم الشمل والوحدة الوطنية، ومحاربة الفرقة والمساهمة في إرساء الأمن، والاستقرار في ارجاء الوطن تحت قيادة رشيدة قدرت لهم جهودهم في بناء الوطن طيلة العقود الماضية، وحتى وقتنا الحالي؛ فحفظت لهم مكانتهم التي توارثوها من أجدادهم وآبائهم جيلًا بعد جيل.

والمتابع لهذه المناصب القبلية يجد أن مسمياتها تختلف من منطقة إلى أخرى فهناك نائب للقبيلة وعريف للقرية وشيخ للقبيلة ومعرف للقبيلة فمع اختلاف مسميات المناصب إلا أن العمل الذي يقومون به هو عمل واحد يتمحور في الجوانب الإجتماعية والعرفية، وإصلاح ذات البين.
ولاشك أن لأصحاب المناصب القبلية دورًا كبيرًا في حل الكثير من القضايا والخلافات المجتمعية التي أشغل بعضها الجهات القضائية لسنوات طويلة، وقاموا بحلها.
فدورهم دور مؤثر فهم حائط الصد الأولي في إنهاء الكثير من القضايا، وتخفيف الضغط على المحاكم الشرعية.
ومع ظهور الرؤية المباركة التي يقودها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، والتي شملت كافة الجهات الحكومية أصبحت الحاجة ماسة لإيجاد آلية لتطوير المناصب القبلية بما يمكن الاستفادة من خبراتهم، ويحفظ مكانتهم الاجتماعية.
والملاحظ يجد أن هناك نقصًا في عدد الموظفين في المحافظات والمراكز؛ خاصة مع قلة توفر الوظائف الشاغرة. فلماذا لايتم تدريب أصحاب المناصب القبلية وإكسابهم بعض المهارات؛ بحيث يدمجون في المحافظات والمراكز كموظفين خاصة أن الجيل الثاني والثالث من أبنائهم نالوا نصيبًا وافرًا من التعليم والتدريب في الكثير من المجالات؛ فيمكن الاستفادة منهم في الأعمال التحريرية والكتابية، وفي عضوية الكثير من اللجان الميدانية دون أن يحملوا الميزانية لأي تكاليف إضافية.
وهناك تجربة قامت بها بعض إمارات المناطق بدمج أصحاب المناصب القبلية في أعمال اللجان الميدانية في المحافظات والمراكز، وأثبتت نجاحها؛ وخاصة في منطقة عسير.
كما أن هناك تجربة مشابهة وناجحة قامت بها وزارة الحرس الوطني بدمج ادارة المجاهدين، وإسناد الكثير من الأعمال لهم.
فنتمنى أن يتم دراسة مثل هذه التجارب وتعميمها في حالة نجاحها على بقية مناطق المملكة؛ لتطوير المناصب القبلية، وفتح مجالات عديدة لهم للعمل من خلالها لخدمة وطنهم وقيادتهم مع حفظ مكانتهم المتوارثة في مجتمعاتهم.