المقالات

مشروع التحول

بعد انتظار طال أمده .. صدر نظام خدمة حجاج الخارج في رمضان قبل الماضي، وبعده بشهور قليلة صدرت اللائحة التنفيذية، والهدف بداية هو تحول مؤسسات أرباب الطوائف إلى شركات مساهمة مغلقة لمدة خمس سنوات، وتتحول فيما بعد إلى مساهمة عامة. يهدف هذا الكيان إلى ضمان تقديم أرقى الخدمات لحجاج بيت الله الحرام، وتحديد الخيارات الملائمة لهم. وكان لابد من اعتماد الشركة المساهمة لضمان أعلى معايير الحوكمة والشفافية، ومن خلال تشكيل مجالس للإدارة في هذه الشركات فضلًا عن الشركات الأخرى المساندة، وسينبثق عن مجلس الإدارة لجان عديدة منها اللجنة التنفيذية، لجنة الحوكمة، لجنة التعويضات والترشيحات ولجنة الاستثمار، ويفترض أن تكتمل خطوات التأسيس قبل نهاية العام الحالي 1442، إذًا فإن من المناسب، ومن المهم جدًا التوقيع علي عقود التأسيس الخاصة بشركات أرباب الطوائف قبل فوات الأمان حتى يضمن كل مساهم في التأسيس، وبالتالي يكون له صفة المؤسس، وحسبي أننا قد تجاوزنا هذه المرحلة، واقتربنا من مرحلة انتخابات مجلس الإدارة الذي لن يتم إلا من خلال الجمعية التأسيسية، وعلى أعضاء الجمعية التأسيسية مسؤولية كبرى تقع على أعناقهم في كيفية منح أصواتهم للمرشحين ممن تتوافر فيهم الشروط والجدارات المعلن عنها، ويلزم كل مؤسس الاطلاع عليها عن كثب، وبالتالي لايمنح صوته إلا لمن هو جدير به. وفي الوقت ذاته أناشد من يرغب في ترشيح نفسه التأكد من قدرته علي العطاء والتفاني في العمل، وقدرته على الإبداع والتفرغ خلال أشهر الحج فضلًا عن رغبته في تحمل المسؤولية بكل أمانة وإخلاص، والرغبة الفعلية في التجديد والتطوير مع كل ما يتلائم مع مرحلة التطور التي تمر بها بلادنا، ونثمن عاليًا كل من يختار بنفسه الابتعاد عن مزاحمة المؤهلين الفعليين، ومنح الفرصة للدماء الجديدة والشابة دون التخلي عن بعض الخبرات النوعية ممن أفنت زهرة شبابها في شرف خدمة الحجيج، وقد يتم التفكير لاحقًا لتكوين مجلس استشاري لمجلس الإدارة إن كان ذلك ممكنًا.
لعل ماتجدر الإشارة إليه أن هذه الكيانات ستصبح الفرصة لها متاحة للنمو والتوسع، وبما يحقق الاستدامة، وهو هدف يمكن تحقيقه في المدي المتوسط والبعيد -بإذن الله- وبالعمل الجماعي والروح التنافسية، فضلًا عن أن الشركات المساهمة تعد أحد روافد الاقتصاد في البلاد، ونحن بهذه الكيانات الجديدة، ومن خلال تحسين جودة الخدمات نسهم في التحول الذي تشهده بلادنا وتحقيق الرؤية بإذن الله.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button