يستهين الكثير بالكذب ويعده سلوك خاطئ بسيط. وهي نظرة من لم يطلع على خطورة هذه الكبيرة على الفرد والمجتمع. فهذا تكون هكذا نظرته لهذا الغلاف ويجهل محتواه، أو يعدها مجاملة واقعية بين الناس. والكذب كبيرة تكبر مع متعاطيه وتستمر حتى الإدمان وقد نُهي عنها في الكتاب والسنة، وهي قاعدة النفاق ومفسدة العباد والبلاد (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ). فلو تأملنا هذه الصفحات السوداء في هذا الكتاب نجده يحتوي على كل ماينافي القيم والمبادئ الدينية والإنسانية.
فالكذاب يكذب؛ لمفسدة أصلاً يخفيها تحت عباءته التي تُخفي كل ماخالف الشرع والعرف ولا يصل لهذه الدرجة من الكذب إلا بعد امتهانه واحترافه لهذه الصفة والتحري بفنونها؛ لمكاسب دنيوية حتى كتب عند الله تعالى كذابا (وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}.
فالغلاف ومابداخله ظلمات بعضها فوق بعض تتنزل بها الشياطين على مستحقيها (.هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ )فيزداد الغرق بهذا المستنقع ويزداد ظلم النفس والآخرين فيكثر الإثم وينتشر الافتراء والباطل والمظالم بين العباد، ويُرفع الإيمان عن صاحب هذه الصفة (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ) وتتقلب الصفحات ويزداد السوء والإصرار والكِبر، والعجب بالنفس، والإسراف حتى تعمى البصيرة ويصرف عن الصراط المستقيم ({إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ}).
وننتقل من فصل لآخر بهذا الكتاب المنافي لجميع الأديان والفطرة السليمة التي ترفض هذه الصفة عقلًا ونقلًا التي هي سبب بالطرد والإبعاد من رحمة الله تعالى أجارنا الله وإياكم من خزي الدنيا والآخرة. وهذه المقال ذكرى وتوعية لنا جميعا؛ لعدم الوقوع بالمحظور والعودة لمن ضلت بهم السبل. فليس هناك من يجهل.. فالحجة واضحة بالكتاب والسنة منذ أكثر من ١٤٠٠ سنة ولكن البعض خوفهم من الناس ونظرتهم لهم فقط تجاه هذه السلوكيات حتى لا يقال بأنك تكذب وتخون وتسرق وتُلبس وتدلس وتخالف القيم والمبادئ .
والحقيقة قد تجد من ينتقدك وقد تجد من يوافقك، ومن لا يبالي بخيرك وشرك وقد تكون مصلحته مقدمة ولكن الذي يجب أن نعرفه جميعاً بمعرفة وثبوت الصادق والكاذب عند الله تعالى، ومن يحب ومن يكره، وماذا ينشر بين ملائكته في الملأ الأعلى لأهل كل صفة، وبماذا يأمر بنشره في الأرض بين الخلق عن عباده بحبه وكرهه لخلقه فهو سبحانه وتعالى يعلم السر وأخفى. فلماذا نستخفي من الناس ونجاهر الله عز وجل ونحن نعلم أنه يعلم بما نقول ونفعل فلا يكن حالنا..{يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا}.
همسة..
اللهم طهر ألسنتنا من الكذب، وأعيننا من الخيانة، وقلوبنا من النفاق، وردنا إليك ردا جميلاً وإخواننا جميعأ.
اخي الفاضل عبدالله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اطلعت على مقالك المنشور بصحيفة مكه الاكترونية واثلج صدري ما احتواه من عبارات جميله اسأل الله ان يجعلها بموازين حسناتك وان يستفيد منها كل من اطلع عليها سدد الله خطاك على طريق الخير والصلاح اخوكم المحب د عبدالرحمن بن راشد الراشد